المخنثون ، يعيثون فسادا في شوارعنا
فايز الفايز
03-08-2007 03:00 AM
سأبتعد مؤقتا عن السياسة ، ولن أتكلم في الوطنية ، وسأذهب بعيدا عن كل مايزعج الحكومة ، والشعب الحكومي ، ومن الذين يعانون من فوبيا الحكومة ، وسوف ، أتقصد إغضاب البعض من شعبنا الطيب ، وأخواننا القرّاء ، الذين لا زالوا يظنون إن البلد ، والشارع الأردني ، والثقافة الأردنية لا تزال " ثقافة قريتنا " حتى سبيعنات القرن الماضي ، والذين يقسمون أغلظ الأيمان أن المظاهر الفاسقة في البلد ، يقوم بها نفر هبطوا علينا من سطح " كوكب بكينكو " .سأبدأ من أخر زيارة لي الى شركة " وطنية سابقة " ، حيث اشتركنا قبلها ، في اعتصام أمامها قام به العاملون في فروع الشركة في الجنوب بالإضراب للمطالبة بحقوقهم ، وألقيت وصحبي خطب رنانة طنانة لاسعة ، ولكنها ضائعة ، وبعد الاعتصام دخلت الى الشركة لأعرف نتائج الوعود التي قطعتها الشركة لعمالها ، وأنا جالس في مكتب أحد المدراء ، وإذ بشاب عشريني يدخل المكتب ليأخذ بعض الأوراق ، وما أن رآني حتى رمى السلام على شخصي المبجل .. هاي .. كيفك .. فاستيقظ البدوي النائم داخلي ، وجحظت عيناه ، فقلت له وعليكم الهاي ورحمة الله وبركاته ، فضحك " ضحكة إنشكاحية " وأخذ يتلوى بجسده السمين كأنه نعجة تبحث عن كبشها ، لينتقد فورا تصرفات أحد الموظفين .. ثم يخرج من المكتب ،بعد ما رفع بيده " غرة شعره " الى الخلف ، فسأل المدير الصغير ، عن هذا البعير ، فقال لي .. خليها على الله ، فخليتها على الله .
والآن سأنتقل بكم مباشرة الى المشهد الآخر في شارع الثقافة في الشميساني ، حيث حضرنا افتتاحه تحت رعاية الملكة رانيا ، ليكون معلما للترفيه الثقافي ، وللإرتقاء بثقافة التنزه ، فخصص فيه قاعة لعرض اللوحات الفنية لبعض الفنانين التشكيليين ، وكان هناك عازف كمان ، وهناك أكشاك لبيع الكتب ، ومظلات لتجمع الموسيقيين مساءا ، و هذا ما أشاع ارتياحا عاما على المكان ، لمجرد تسميته بشارع الثقافة .
ولكن اليوم ، الشارع يئن تحت وطأة الرذالة ، فمجموعات المخنثين ، والشاذين جنسيا ، وحتى المتحولين جنسيا ، أو ما يسمون " بالجنوس " حسب التقويم الخليجي ، إو الجنس الثالث ، حسب المفهوم الكتابي الناقص ، كل أولئك ، أو كما يحبون ان ينادوا بعضهم ، تلك " الفتيات الذكور " ، يتجمعون في ساعات المساء ، وحتى أخر ساعات الليل البهيم . ليمارسوا نشاطهم اللا منهجي ، حتى إنهم أصبحوا يشكلون نواة " حزب وطني " بلا قشور !
مشكلة كبيرة تعاني منها العائلات ، ورواد شارع الثقافة في منطقة الشميساني ، حيث أصبح الشارع مرتعا لعدد كبير من هذه الشرذمة ، . وهم يجاهرون بتعليقاتهم ، وينادون على السيارات المارة خاصة السيارات الفارهه التي يقودها الشباب أو الأغراب ، ولا تسلم منهم الفتيات ، فهم يصابون بالغيرة حينما تسير فتاة دلوعة في ذلك الشارع ، وهم يلبسون ملابس الفتيات ، ويسرحون شعرهم ، ويضعون مساحيق التجميل .
أثناء مروري اليومي من هناك خارجا من مكتبي ، أو عائدا الى بيتي " بنصاص الليالي " ، توقفت على مقربة من مكان تجمعهم ، يقتلني الحنق ، رأيت أفرادا من " النشامى " يتفحصون الأوراق الثبوتية لأحدهم ، وماهي إلا لحظات ، حتى أعادها الشرطي الشاب ، وهو يهز برأسه ، ويبتعد عنه وعن " الشلة " وباقي الزمرة ، تتراقص ضاحكة ، وهم يركضون باتجاه " صديقتهم الذكر " ، واعتقد انهم أخذوا بمواساتها ، لأن " هادا الشورتي معئد ، ومو زوء ، ويغص باله شو نكد ، " كما واعتقد ان { الضحية ولعل إسمه نانسي } ، رد عليهم " لأ لأ شلة ، مابيهمكوا منه ، أنا بابا وهو بابا ما بيسألني هيك أسئلة ، شو دخلو هادا الشورتي .. شكلوا جاي من الصحرا ، ولا من الأريّة " .
سألت أحد أصحاب المحلات هناك عنهم ، فقال لي ، لقد باءت شكوانا بالفشل ، فالجميع يتحدثون عن الحرية الشخصية ، وأضاف الرجل .. المصيبة إن هؤلاء المخنثين يعملون بالدعارة ، فهم يركبون مع زبائن لهم ويمارسون الجنس معهم مقابل المال ، وأمام محلي جرت مفاوضات على واحدة من العمليات وتكللت بالنجاح ، وكلما ركب واحد منهم في سيارة ، قام الباقون بالتصفيق والتصفير له .
وسأنتقل بكم الى مواقع أخرى ، منها شارع الجامعة ، إبتداء من دوار الداخلية حتى دوار المدينة ، وبعض المقاهي في الرابية حيث يقيمون حفلات عيد الميلاد ، كذلك تجمعات لهم في " المولات الكبيرة " غرب عمان وفي أحياءها الأرقى .
هنا لن أحاول أن أصلح المجتمع ، ولكن ما كتبنا في الصحف عن خطر ظهوره منذ العام 1990 ، نراه أصبح أمرا عاديا جدا اليوم ، ولكن السؤال الأهم ، لماذا تعطى للحرية الشخصية هامشا واسعا لمثل أولئك النفر الساقط ، وأشباههم في كل المراكز .. وتضيق الحرية على بناة المدينة الفاضلة ، ودعاة الإصلاح السياسي والإجتماعي والديني ، والفكري ، والإقتصادي .
لماذا تتعرض العائلة التي تخرج من علب الأسمنت ، لتشم شيئا من نسيم الليل ، لمثل هذه المظاهر المقرفة ، لماذا يختلط هؤلاء المرضى مع أبناءنا وأطفالنا في الشوارع العامة ويتحولون مع الأيام الى نمطهم ، ويمشون في طريقهم ، لماذا لا تضرب السلطات الرسمية بيدها على هذه المظاهر التي لا تسمح حتى الدول الغربية المتحررة تماما بطغيان وجود مثل هذه الأفعال الشائنة ، رغم وصولهم الى إقرار قوانين خاصة بهؤلاء .
أخيرا .. سأورد خبرا نشرته قبل عام ونصف ، مفاده إن ولاية بورتلاند الأمريكية ، أصدرت قرارا تمنع النساء بموجبه إرتداء السراويل ذات الخصور القصيرة ، والتي يظهر من وراءها الملابس الداخلية ، كما يمنع على الرجال ذلك ، ويعاقب القانون كل من يمشي في الشارع أو الأماكن العامة ، وتظهر ملابسه الداخلية علنا ، ولم يتوقف المنع على هؤلاء ، بل وصل الحد الى معاقبة المحلات التجارية التي تبيع مثل هذه السراويل أو القمصان التي تعري الجسد ، وتغلظ العقوبة عليها .
حتى هنا .. سأتوقف عن الهذيان .. وأقدم دعوة الى محافظ العاصمة والمعنيين ، بتفقد الشوارع التي ترتادها العائلات ، وكذلك الحدائق العامة التي لا يجد الكثير من المواطنين متنفسا سواها ، والتي احتلتها زمر الفاسدين .
ما رأيكم أخوتي ؟ .. هل تجاوزت المسموح به في بلادي العربية التي يسمح بها كل شيء ، سوى السماحة السياسية ؟
royal430@hotmail.com