عمون - عبدالله مسمار - كشفت انتخابات جماعة الاخوان المسلمين في الأردن التي عقدت أمس السبت، عن ظهور جناح "حمائم" جديد في الجماعة رغم بقاء الصقور أقوى، وهو ما نتج عنه فوز المهندس مراد العضايلة مراقبا عاما بفارق صوت واحد عن منافسه حمزة منصور.

وفاز العضايلة بـ 28 صوتا مقابل 27 صوتا لمنافسه منصور في الجولة الثانية، فيما فاز برئاسة مجلس الشورى عبدالحميد ذنيبات بـ 28 صوتا أيضا مقابل 27 صوتا لمنافسه عبدالله عبيدات.

الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية الوزير الاسبق محمد ابورمان، اعتبر أن جناح الحمائم التقليدي انتهى في الاخوان المسلمين بعد وفاة شيوخه وخروج القيادات الشبابية منه مثل ارحيل غرايبة وسالم الفلاحات والذان اخذا معهما اغلب قيادات الحمائم إلى احزاب وتيارات جديدة.

وأضاف أن مجموعة جديدة من الحمائم ظهرت واطلق عليها مسمى جديد وهم "الوسطيون" يقودهم زكي بني ارشيد الذي قام بمراجعات بعد خروجه من السجن فتحول من الصقور إلى الحمائم.

وبين أن الوسطيين قدموا حمزة منصور مرشحا لموقع المراقب العام في الانتخابات الأخيرة كممثل عن الحمائم والذي خسر امام العضايلة ممثل الصقور بفارق صوت واحد، وذلك يعني أن المنافسة بين الصقور والحمائم كانت شديدة.

كذلك أيده الخبير في الحركات الإسلامية الكاتب حسن ابو هنية، معتبرا عودة الوسط في جماعة الاخوان المسلمين إلى المنافسة ظهور صقور وحمائم جدد في الجماعة.

وقال ابو هنية لـ عمون، إن جماعة الاخوان تحاول البحث عن هوية وشرعية، رغم انخفاض الجدل عن سابقه مشيرا إلى أن الجماعة تمكنت من تجاوز جزء من أزمتها السابقة، بتنافس تيارات واجنحة الاخوان المسلمين.

وأضاف أنه رغم أن الحمائم لم يختفوا في السابق داخل الجماعة لأن من خرج من التنظيم كانوا يمثلون الوسط مثل ارحيل غرايبة وسالم الفلاحات، فيما توفى كبار ممثلي الحمائم مثل عبداللطيف عربيات، فظهرت أزمة جيلية بالأخوان لأن الشباب غير قادرين على تجاوز التركيبة الأبوية رغم وجود حراك جيلي داخل الجماعة.

* هل نشهد تحولات في جماعة الاخوان المسلمين

ابو رمان أكد ان انتخاب العضايلة وهو اول أمين عام لحزب جبهة العمل الإسلامي ينتخب مراقبا عاما لجماعة الإخوان المسلمين، لا يحمل أي تحولات في موقف او وضع الاخوان المسلمين في الأردن.

وقال إن العضايلة انهى فترتين كأمين عام للحزب، ويمنع نظام الحزب ترشحه لفترة ثالثة، مشيرا إلى أن ترشحه لموقع مراقب عام الجماعة هي محاولة للبقاء في المشهد، وقد تحقق ذلك فعلا.

اما ابو هنية فيخالفه في ذلك، معتبرا أن الجماعة غير المرخصة ولأول مرة بدأت تتجه في التفكير الداخلي نحو الشرعية، وذلك لتستمد شرعية وجودها من الحزب نتيجة لعلاقات الحزب مع الدولة، وهو الأمر الذي سينعكس على علاقة الحزب بالجماعة ليصبح الحزب هو الأكثر هيمنة بدلا مما كان عليه الحال سابقا وهو العكس.

وقال ابو هنية إن انتخاب العضايلة أمين عام الحزب السابق مؤشر إلى تخفيف وجود الجماعة ومنح الحزب الذي كان ذراعا للجماعة مساحة أكبر ليبقى هو صاحب الهيمنة وتندمج فيه الجماعة وربما نشهد نهايتها في المستقبل، مشيرا إلى تجارب مشابهة في دول اخرى.

وعن التقارب بين المراقب العام الجديد العضايلة والدولة، قال ابو رمان إن المراقب العام السابق عبدالحميد الذنيبات والذي انتخب رئيسا لمجلس الشورى كان أكثر اعتدالا من العضايلة، موضحا أن التشدد في التعامل مع الدولة أمر نسبي.

* أزمة مستدامة

واطلق ابورمان على العلاقة بين الدولة الأردنية وجماعة الاخوان المسلمين وصف الازمة المستدامة، مبينا أن هذه الأزمة بدأت مع الربيع العربي حيث فقدت الدولة ثقتها بالاخوان، ولم تتمكن من إعادتها إلى ما كانت عليه سابقا، فالتحالف الضمني بينهما لم يعد قائما.

وتوقع ابو رمان استمرار هذه الازمة المستدامة بين الدولة والاخوان مع اقتراب الانتخابات النيابية المقبلة، وتأثيرات الاحداث في قطاع غزة وانعكاساتها على الأردن، إضافة إلى انخفاض شعبية الاخوان المسلمين.

ويرى ابو هنية ان هذه الأزمة ليست مرتبطة بالاخوان المسلمين فقط، بل بظروف دولية واقليمية ومحلية، فالأردن توجه إلى مقاربة وسط حيث لم يصنف الاخوان جماعة ارهابية كبعض الدول العربية، مشيرا إلى أن الأمر مرتبط بالبيئة الإقليمية والدولية.

وأضاف أن الأردن لا يستطيع بسهولة أن يعيد الإخوان المسلمين حتى وإن انتهت الأزمة بين الدولة والجماعة، ولذلك قد يكون الاقرب هو انتهاء الجماعة وبقاء الحزب.

* انتخابات 2024

ابو رمان وابو هنية توقعا ألا تتغير حصة الاخوان المسلمين من مقاعد مجلس النواب الـ 20 انخفاضا او ارتفاعا عما كانت عليه في مجلس النواب الـ 19.

ورجحا أن يحافظ الإخوان المسلمون على مقاعدهم الحالية في المجلس، والتي تصل إلى 35% من مقاعد النواب.