كرازاي وبوش في كامب ديفيد يتحدّثان عن الديمقراطية التي تحقّقت في أفغانستان ، وأيضاً عن حصول المرأة على حقوقها، ومحاربة زراعة المخدرات ، وعلى الهامش يتمّ الحديث عن طالبان باستخفاف كبير لحجمها في المجتمع الأفغاني ، ولا يأتي مجرد ذكر لأزمة الرهائن الكوريين.على أنّ الواقع الذي تتحدّث عنه الأخبار ليس هو المشهد الذي يرسمه الرجلان ، فطالبان عادت لتسيطر على مناطق بأكملها ، وهي قادرة على القيام بعمليات عسكرية يومية ، وإذا كانت غير مؤهلة بالضرورة لاستعادة الحكم أمام آلة عسكرية جبّارة، فستظلّ عنصراً مزعجاً حتّى إشعار آخر ليس بقريب. وكما هو متوقّع فتركيز جورج بوش يكون على إيران، واتّهامها بدعم طالبان ، وكلّ ذلك جزء من حملة سياسية تسبق حملة عسكرية على ما يبدو ، وإذا كان ما يردّده دبلوماسيون غربيون في المنطقة صحيحاً، فلن نصل إلى الربيع المقبل إلاّ وضربة إيران قد تحقّقت.

الإدارة الأميركية ما زالت تهرب إلى الأمام، وتنفّذ مخططاً مسبقاً ثبت في مراحله الأولى والثانية والثالثة فشله الذريع على الأرض ، فلا أفغانستان شهدت الهدوء، وتحوّل العراق إلى ساحة حرب أهلية ، وما زال حزب الله في قوّته إن لم يكن أقوى ، ومع ذلك فالمرحلة الرابعة تبدو على الطريق في مسلسل تدمير المنطقة بأسرها.