يشيب الزمن، وتبقى مصر شابة، ويشيب شعر أمين وحسين وكمال، ولكنّهم يبقون شباب ثورة مصر، تماماً كما كانوا في سنوات السبعينيات، يتنقلون من معتقل إلى آخر، ومن حلم إلى آخر، أما الآن فقد تركوا المعتقلات وراءهم، ويعيشون الحلم في عزّ النهار المصري.

أمين إسكندر، حسين عبد الغني، وكمال أبو عيطة، ثلاثة من عشرات آلاف الشباب الذين رسموا بإصرارهم، وإيمانهم بمصريتهم وعروبتهم، على مدار السنوات، شكل العالم العربي الجديد، ولو قُدّر لشوارع الدقي وسليمان باشا والأهرام أن تتحدث، لقالت الكثير عن الوعد الذي صار حقيقة، ولذكرت هؤلاء اسماً اسماً بصوت من ذهب.

ولو قُدّر لتلك الشقة الصغيرة في شارع مأمورية الأوقاف، التي فتحها المناضلان صالح أبو سمرة وجمال الخطيب غاراً للقاء الثائرين، وملاذاً لهم، لقالت الكثير عن الحوارات والنقاشات والخلافات والاتفاقات، ولحدّثت أكثر عن تلك الليلة التاريخية التي شهدت الإعتقال الذي زاد الشباب إصراراً، ونشاطاً، مع أنّ منهم من خرج شبه مشلول.

الثلاثة الأحباء، الذين يشاركون في قيادة مستقبل مصر وعالم العرب، سيزورون عمان غداً (الثلاثاء) لأيام قليلة، وسنكون معهم كما كنّا منهم دوماً، وستكون لهم نشاطات نتمنى على شبابنا حضورها، فهؤلاء نكهة النصر، وروحه. فأهلاً بالرفاق.