البدور يقرأ العقل السياسي العربي في فكر محمد عابد الجابري
17-01-2025 05:02 PM
عمون - نظمت لجنة العلوم الإجتماعية في رابطة الكتاب الأردنيين ندوة بعنوان قراءة في فكر محمد عابد الجابري ، تحدث فيها الدكتور سليمان علي البدور عن نظرية الجابري في العقل السياسي العربي تحليلا ونقدا وتجديدا ، ومن ثم الإجابة على السؤال المطروح في الأوساط الثقافية العربية عن أسباب فشل المحاولات التي قامت بها النخب الفكرية والسياسية في بلاد العرب لنقل " الحداثة السياسية الغربية إلى بلدانها " .
في هذا الإطار أوضح البدور، أن الجابري قدم في نظريته ثلاث محددات لتجديد العقل السياسي العربي وهي : " القبيلة والغنيمة والعقيدة " ، باعتبارها الشرط الضروري للإرتفاع بهذا العقل إلى المستوى الذي يستجيب لمتطلبات النهضة والتقدم في العصر الحاضر ، وذلك لا يتم إلا بالمزاوجة بين نقد الحاضر ونقد الماضي ، نقد الحاضر بما يحمله من بقايا الماضي الذي لا يتوافق مع الحاضر ونقد الماضي لعدم انفصاله عن الحاضر ، إن على صعيد الوعي الجمعي أو على صعيد الواقع المختلف تماما عن الماضي . ويرى الجابري أن عقل القبيلة الذي يشكل " المكبوت اللاشعوري " ما زال يجعل حاضرنا مشابها لماضينا ف" القبيلة ما زالت محركا للسياسة كما اصبح " الريع " جوهر الإقتصاد عندنا ، واصبحت " العقيدة " اما ريعية تبريرية كما في الدول النفطية ، أو تكفيرية متشددة تجاه الآخر كما في الدول الأقل حظا .
وعليه فإن المطلوب ، في نظر الجابري ، من الفكر العربي اليوم ، هو تجديد العقل السياسي وفق المسارات التالية : أ - تحويل القبيلة إلى تنظيم سياسي إجتماعي منضوٍ في أحزاب ونقابات وجمعيات مدنية ومؤسسات عامة حرة..الخ ، وبعبارة أخرى: بناء مجتمع فيه تمييز واضح بين المجتمع السياسي ( الدولة وأجهزتها ) والمجتمع المدني ( وهو التنظيمات الإجتماعية المستقلة كليا عن أجهزة الدولة .
ب - تحويل " الغنيمة " أو الإقتصاد الريعي إلى اقتصاد انتاجي فالاقتصاد العربي يطغى فيه " الريع " بكل مكوناته وتوابعه ، من أعطيات ومكارم ومحاصصات مناطقية وفئوية .
ج- تحويل العقيدة إلى مجرد رأي ، فبدلا من التفكير المذهبي الطائفي التعصبي الذي يدعي امتلاك الحقيقة ، يجب فسح المجال لحرية التفكير ، حرية المغايرة والاختلاف والتحرر من سلطة الجماعة المغلقة، دينية كانت أو حزبية أو عرقية .
وقد شارك في الندوة التي أدارها الدكتور عبد الفتاح البستاني الدكتور مجد الدين خمش أستاذ علم الاجتماع السابق في الجامعة الاردنية، وشهدت الندوة حضور نوعي متميز كما جرى فيها نقاش مطول حول إمكانية تجديد العقل السياسي العربي ليلحق بركب المجتمعات المتقدمة علميا وحضاريا .