جردة حساب1: المواقف الرمادية لا تحمي وطن
أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
10-02-2025 08:47 PM
الاحداث الجسام هي من تظهر معدن الرجال و ليس هنالك اكبر من الخطر الذي تمر به الاردن اليوم حيث خطر وجودي سواءا كان التهجير او حل القضية الفلسطينية على حساب الاردن او الطلب من الاردن بادارة مناطق هناك لينتقل الصراع من فلسطينيي يهودي الى فلسطيني اردني.
أنا أعطي العذر للمسؤولين الكبار في السلطة التنفيذية ان يكون موقفهم فيه تحفظ بحيث يرفض التهجير دون ان ينتقد الرئيس الامريكي او الولايات المتحدة كون ذلك جزء من المصلحة الوطنية.
لكن المسؤولين خارج السلطة التنفيذية و المسؤولين السابقين و غير المسؤولين ما هو مبررهم لتكون مواقفهم رمادية او يمارسوا الاختفاء و التخفي و عدم الجرأة على تغريدة او منشور او موقف او الخروج في مسيرة او فعالية تقولها بشكل واضح نحن مع موقف جلالة سيدنا في لاءاته الثلاث و ضد اي طروحات امريكية او اسرائيليه او من اي جهة لا تاخذ مصالح الاردن بالاعتبار. ما هذا الجبن و الخوف و لماذا المواقف الرمادية. هنالك اشياء يجب ان نقولها نحن لنكون عوناً حقيقياً لبلدنا و قيادتها فالمسؤولين الكبار في السلطة التنفيذية و جلالة سيدنا لهم حدود في التصريحات ضمن الدبلوماسية و المصالح الاردنية و علاقات الدول و لكن لا ارى اننا نحن خارجها علينا حدود بل يجب ان تكون كلماتنا واضحة كحد السيف.
أيعقل أن يكون موقف جلالة الملك و سقف تصريحاته متقدم على معظم المسؤولين و المسؤولين السابقين و الوجهاء و المثقفين و الشعب الأصل أن نكون نحن من نصرح و نرفع السقف و نحمي رأس الدولة و رمزها جلالة الملك و سمو ولي العهد حفظهما الله بدل ان ينتظر البعض ان يكون سيد البلاد في الواجهة. الا يكفي المواقف الرمادية للكثير من الدول.
على ماذا يخاف هؤلاء هل على فيزا او مصالح او غيرها، متى تهتز الشوارب اذا لم تهتز عندما تكون الاردن تحت التهديد و عندما يكون سيد البلاد في طليعة المدافعين عن الحقوق الوطنية و حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق و عن المقدسات.
أين أولئك المسؤولين السابقين و بعض الحاليين الذي ما زالوا يتعاملوا مع باقي الشعب على اساس انهم منتصرين في حين النخب و الوطنيين منهزمين فما زالوا يمارسوا الاقصاء و التهميش داخل المؤسسات التي يترأسونها بعدما وصلوا لهرمها بالطرق الملتوية و اللوبيات الداخلية و قاموا باقصاء الكفاءات و المبدعين داخلها.
اليس هؤلاء انفسهم الذين كانت مواقفهم رمادية او اختفوا ايام ما سمي الربيع العربي عندما كان الاردن في خطر ليتسلقوا بعدها المؤسسات و يقصوا الوطنيين و المبدعين تحت مبرر ان مواقفهم كانت واضحة و محسوبين سحيجه على رأيهم و هل اشرف من ان يكون الانسان سحيج لوطنه و قيادته و سيادة الاردن و مؤسساته.
لماذا يختفي هؤلاء الذين استفادوا وقت الرخاء و كانت السنتهم لا تتوقف عن التنظير و بلعوا السنتهم في الوقت الذي احتاجتهم بلادهم و قيادتهم.
نحن الذين تم اقصاءنا و محاربتنا و تهميشنا داخل مؤسساتنا نعلنها واضحة بأننا مع الاردن و قيادته الهاشمية و نعلنها انه اذا صار ما صار فصدورنا جاهزه لتلقي اول رصاصة دفاعا عن الاردن و عن سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني و مواقفه المشرفة التي لا تجامل على مصالح امته و وطنه و حقوق الاشقاء.
أما هؤلاء الذين يبتلعون السنتهم اليوم و يرتعدون ان يعلنوا موقفا صريحا او فعالية او بيان صريح و هؤلاء الذين ما زالوا على رؤوس مؤسسات يمارسون الاقصاء و التهميش و الصمت و السكون فأقول لهم ان كل مصالح الدنيا و الامتيازات و كل بلاد الدنيا بما فيها امريكا لا تساوي ذرة من تراب الوطن فهو من يحتضننا عندما تدلهم الخطوب و سنام الكرامة و العزة الدفاع عن الوطن و قيادته خصوصا عندما تكون قيادة هاشمية تحمل إرثاً عظيما و نسب هو الاشرف و تحمل رسالة محبة و سلام.