خطة تهجير اهل غزة (البلهاء) ستفشل كما فشلت صفقة القرن من قبل لاسباب موضوعية بحته تتعلق بالتاريخ والحاضر والمستقبل يجهلها ترامب، وليس لامريكيا بعظمتها وقوتها الجبارة سيطرة على هذه الاسباب، لكن ،ولحين الاعلان الرسمي عن فشل هذه الخطة آجلا او عاجلا، ستسجل قصص من التضحيات والبطولات والتمسك بالمبادئ والثوابت لا حصر لها، يقابلها قصص انبطاح وتملق سواء من فوق الطاولة او من تحتها ستظهر لاحقا.

بهذه الخطة التي يطرحها ترامب بدون ادنى درجة من بعد النظر و الحصافة والرشد السياسي ، نرى انه قد ضرب قوى الاعتدال والعقلانية العربية، ووضع التحالف التقليدي مابين امريكيا وهذه القوى بمهب الريح ،كذلك فعل مع دول الاتحاد الاوروبي، فلطالما كانت حليفا ومؤيدا لامريكا وتوجهاتها، لكن ترامب اجبرهم في هذه المسألة ان يكونوا على نقيض منه، ان هذا وذاك وغيره من تراكمات قد تبدو ضعيفة التأثير اذا ٱخذت كلٌ على حده ،لكنها مجتمعة ومع غيرها تستنزف شيئا فشيئا من مكانة امريكيا كقطب عالمي اوحد لتأخذ الامور منحا آخر ولو بعد حين...انه من حيث يدري او لا يدري يسرع بٱفول نجم امريكيا، وهو الذي يقول " امريكا اولا".

رأينا ان مجرد التلويح بالتنسيق العربي ،او ان هناك اتفاق عربي حول قضية ما ، يربك باقي الاطراف ويؤخذ مأخذ الجد مباشرة...ايها العرب ليس لكم الا الوحدة والعمل المشترك، فهو خلاصكم وهو الذي يجعل الغير يحسب حسابكم ويكيل بصاعكم.

ظاهرة التفاف الشعب الاردني حول قيادته وقت الازمات تبعث على الفخر والاعتزاز، وان هذا الشعب اصيل و وفي لنفسه ولقيادته وقضايا امته وعقيدته حد التماهي، وانه قد يتم تجويعه في سبيل ذلك لكن لا يبالي ولا يركع.

إن ضبط النفس والتحكم بالانفعالات المؤطر بالاخلاق السامية ،خصوصا اذا كان الطرف المقابل رجل لا يمكن التنبوء بما يفعل ويتربع على اعظم قوة حاليا ، وإذا كان الهدف هو مصير بلد وشعب... كل هذا وغيره هو التعريف الدقيق لبعد النظر والحكمة والحنكة، وهنا نستذكر شعرا للمتنبي:

ومن نكد الدنيا على الحر ان يجد
عدوا له ما من صداقته بد

الايام والاحداث تثبت بما لا يدع مجالا للشك ان الاعلام الرسمي ضعيف التأثير ان لم يكن معدوما وغير مواكب للأحداث، و ما زال تائها وغائبا كما وصفه الحسين قبل ثلاثين عاما ولا يتمتع بثقة المواطن لاسباب موضوعية بحتة، ويتركه فريسة سهلة لأي مشروع اعلامي مشبوه من خارج الحدود.

إن خطط اعادة اعمار غزة بدون ادارة حكيمة للقطاع، هي مسائل عبثية ومخاسر مادية وسياسية، ولا تخدم اهل غزة او القضية بشكل عام ،لا في المدى المتوسط ولا البعيد.. قد تخدم على المدى القصير فقط.

اوسلو وحماس اخطاء استراتيجية عظمى بمسيرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، الاولى بلا طعم والثانية بلا عقل، مع الاحترام والتقدير الجليل لقصص المقاومة الفردية هنا وهناك.