الموظف: طبعا لو ارتبت بأي واحد أرسله للمتابعة حتى لو كان مش لازم يروح .. هذه صلاحياتي وأنا حر بتقديرها حتى لو أعيدت المعاملة لي لا يهمني ومن لا يعجبني او يثير ريبتي أرسله للمسلخ .
أنا: المسلخ قصدك المتابعة والتفتيش ؟
الموظف: طبعا .. يا رجل ألله يكون بعون الناس والله أنا بتعب نفسيا لما أتسبب ببهدلة أي شخص لكن التعليمات هيك.
أنا: طيب اسمحلي.. هل هناك شيء عندما تفتح القيد على الشاشة يدلك على أن صاحب المعاملة لازم يراجع المتابعة والتفتيش؟.
الموظف بقليل من الحدة: شو قصتك ليش أسئلتك كثيرة .. وأضاف: يكون بعلمك إني رحمتك أصلا فقط لإن زوجتك من مواليد الكويت كان لازم تروح على المتابعة والتفتيش بس ما حبيت أغلبك وخليت القرار للمدير هو حر.
هذا الحوار مستل من سياق شهادة شخصية لزميل حينما ذهب إلى دائرة الجوازات لبعض شأنه، وهو حوار يتكرر طبعا آلاف أو مئات المرات، مع آخرين يقودهم حظهم العاثر إلى موظف لا يتمتع بمثل ما تمتع به موظفنا اللطيف..!
المسلخ؟
هل يعقل أن يخلع موظف عمومي على دائرة رسمية مثل هذا الوصف؟ إذاً لتكن دائرة الأحوال المدنية/ دائرة المسالخ الوطنية، ما دامت باعتراف مشهود تفعل الفعل ذاته في سلخ المواطن عن بلده ووطنه!
القلم يحار فيما يخط، فالقصة برمتها لم تعد مفهومة على الإطلاق، هناك خطاب رسمي ناعم تجاه مسألة المسلخ، وثمة فعل على الأرض يسلخ الناس سلخا، ويبهدلهم ويعرضهم لإهدار كرامتهم، حتى أن الموظف نفسه بات يشعر بتأنيب ضمير.
المشهد معقد إلى درجة تبعث على الاستغراب، التصريحات الرسمية في جهة والممارسات الواقعية في جهة أخرى، نريد ان نفهم فقط: ما المغزى؟
hilmias@gmail.com
(الدستور)
الرد على تعليق