إن رؤية الملك عبدالله الثاني على ان قمة القاهرة يجب أن تتضمن خطوات عملية لدعم الأشقاء الفلسطينيين وتثبيتهم على أرضهم، والتخفيف من معاناتهم الإنسانية، يعيد جلالته التأكيد على ضرورة حشد الجهود الدولية لوقف كل ما يحول دون تحقيق السلام، الذي لا يمكن أن يتحقق بالتصعيد العسكري وتهجير الشعوب وإنكار حقوقها.

الملك عبدالله الثاني وفي كلمته أمام القمة العربية الطارئة في القاهرة، يجدد التأكيد على أهمية دعم جهود السلطة الوطنية الفلسطينية في الإصلاح، وإعداد تصور واضح وقابل للتنفيذ حول إدارة غزة وربطها بالضفة الغربية، ويؤكد على رفض الأردن الدائم لأي إجراء لتصفية القضية الفلسطينية وتقويض حل الدولتين.

وبدعوته لإطلاق جهد إقليمي ودولي فوري ومؤثر وفاعل لمعالجة ما خلفته الحرب على غزة، شدد جلالته على دعم الأردن لخطة إعادة إعمار غزة، بحيث يتم عرضها على الشركاء الفاعلين لكسب الدعم الدولي لها.

الملك عبدالله الثاني عبر وبوضوح عن رفض الأردن التام لكل محاولات تهجير الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة وضم الأراضي، وللقرار الإسرائيلي بمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

ان المحاور الأربعة التي ارتكز عليها جلالته وهي، رفض التهجير، ودعم السلطة الفلسطينية، ووقف التصعيد في الضفة الغربية، والتأكيد على حل الدولتين، هي المنطلق الرئيسي للوقوف في وجه الغطرسة والهمجية الإسرائيلية التي لا تتوقف، وهو بذلك يضع الكرة في المرمى الأمريكي والدولي لإعادة إحياء القضية الفلسطينية على أساس أحقية الشعب الفلسطيني في العيش بسلام على كامل التراب الفلسطيني.

لقد بات من الضروري إطلاق جهد إقليمي ودولي فوري ومؤثر وفاعل، لمعالجة ما خلفته الحرب على غزة من مآس وقتل وترويع ودمار، كما يجب أن تنصب الجهود على توفير المأوى والعلاج والغذاء لأهلنا في غزة، والعمل على تنفيذ الخطط لإعادة إعمار ما دمرته الحرب.

لقد كان الملك واضحاً في حديثه عندما أكد على أن لا يتعرض الشعب الفلسطيني للظلم من جديد، وأن العنف لن يتوقف إذا لم يتم إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وأن الإبقاء على نظام الاحتلال لن يجلب سوى المزيد من الدمار والكوارث للشعب الفلسطيني، وهو بذلك يضع الجميع أمام واقع مؤلم للفلسطينيين الذين فقدوا كل سبيل للعيش الطبيعي.