ارتبط هذا المصطلح وتم اختزاله في اذهان الناس بالطب, وبالادوية تحديدا، لكن من ناحية فعلية فإن هذا المصطلح ينسحب على ٱمور كثيرة بشتى مناحي الحياة.

فللأدوية تأثيرات جانبية بعد الاستعمال ويتم التحذير منها مسبقا ، ويبقى علماء الطب والدواء مشغولين بعد ذلك بملاحظة اي آثار جانبية ٱخرى قد تظهر لاحقا ولم تكن في حساباتهم ، هنا يكون التحدي الاهم امامهم المتمثل بمحاولة السيطرة على هذه الآثار الجانبية تمهيدا لحصرها وتقليلها قدر الامكان .

هذا بالنسبة للأدوية ،وقس على ذلك امثلة لا حصر لها، حركة السير على الطرقات وآثارها الجانبية المتمثلة بالحوادث وما ينتج عنها من خسائر بشرية ومادية ، ووسائل التواصل الاجتماعي وآثارها الجانبية التي اصبحت واضحة للعيان ، فدائما ما يسعى الانسان ويكد في البحث لتسهيل حياته، لكن لا يلبث ان يظهر من ثنايا النتائج ما يعكر صفوه من آثار جانبية لم يكن ليحسبها اصلا... من ناحية ٱخرى انحصر مفهوم الآثار الجانبية بالاذهان بالمعنى السلبي، لكنه قد يكون ايجابيا مرات كثيرة خذ مثلا الحبة الزرقاء فقد تطورت من اثر جانبي لأحد ادوية القلب.

لكن اذا وضعنا نقطة وبدأنا بسطر جديد وتناولنا اهم وأخطر تأثيرات جانبية قد نتعرض لها جميعا الا وهي التأثيرات الجانبية للقرارات السياسية خصوصا اذا كانت هذه القرارات استرتيجية وعلى مستوى الامة، هنا تصغر كل التأثيرات الجانبية الٱخرى ومفعولها اذا ما قورنت بالتأثيرات الجانبية للقرارات السياسية، فهنا يكون التأثير عاما شاملا على جميع رقعة الدولة ، لا بل تتعداها بأحيان كثيرة.

والقرار السياسي اما صائب او خاطيء، والخطاء هنا خيانه كما قال وصفي، ايضا لا يتم الحكم على القرار السياسي الاستراتيجي الا بإستكمال ظروفه وبيئته كاملا فقد يبدو للوهلة الاولى صائبا او خاطئا وباستكمال ظروفة وزمنه يتم الحكم عليه بدقة أكثر، هنا يكون دور السياسي (القائد) بعيد النظر والمستشرق للمستقبل والمؤهل لاتخاذ قرارات مصيرية، القائد الذي يرى بباطن الظروف والاحداث ما لا يراه غيره ويُقدِّر التأثيرات الجانبية لقراراته ويحسبها بدقة متناهية ويضع لها الخطط البديلة قبل وبعد حدوثها، ويعظم التأثيرات الجانبية الايجابية اذا ما ظهرت لاحقا، ان هذا القائد ان وُجد، عادةً ما يحمي بلده وشعب، وإن زجت الظروف والدبابات بأحدهم ليعتلي منبر اتخاذ القرار وهو غير ٱهل له فسيُضَيع ٱمة بكاملها ، والتاريخ يعج بالامثلة على لكلا الحالتين.