facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




منزلة القرآن الكريم وإعجازة


د. ضرار غالب العدوان
27-03-2025 12:32 PM

لقد عرف المسلمون من سلف هذه الأمة وخلفها منزلة القرآن الكريم وعظمته ، والذي تقام عليه دعائم الدين الاسلامي الحنيف ، لذلك أولوه جل أهتمامهم وعظيم عنايتهم - فهماً وتدبيراً، تلاوةً ودراسةً، سلوكاً وتطبيقاً- ولم ينفكوا عن ذلك الأمر أناء الليل وأطراف النهار - يسبرون غوره ، وميلوله وأعجازه - فترى قوماً قد أعتنوا بحروفه والفاظه ومعانيه، فبينوها أجمل بيان، ورجحوا أحداها ليصلوا إلى ما هداهم إليه - تبارك وتعالى - من توفيق وصواب وسداد.

وفي الوقت ذاته نلمح قوماً آخرين ، قد غاصوا في أعراب أسمائه وأفعاله وحروفه وكلماته ، وتبيان حقيقته ومجازه ، وكشف إيجازه وإعجازة ، وتوضيح بلاغته وبديعه ، وحسن نظمه وسياقه ، وقد جاهد آخرين على دراسة فقه وأحكامه وأدلته وشواهده، وغيرهم أهتموا بضبط لغاته وتحرير كلماته ورسمه، وعدد آياته وسوره وأجزاءه وأنصافه وأرباعه.

مثلما تأملت طائفة أخرى منهم معاني خطابه ، وتبحروا في كشف مدلولاته من نصف ظاهر ومجمل محكم ونسخ متشابه ، بينما أحكمت طائفة أخرى منهم معاني خطابه، وتبيان مقاصده وغايته الحكيمة وقد أحكمت طائفة أخرى - أيضاً - صحيح النظر وصادق الفكر ، لما فيه من أدلة الأحكام من حلال بين وحرام باطل ، وقد تميز آخرون في سبر غور قصص القرون الخالية والأمم العابرة ، فنقلوا أخبارهم ، ودونوا وقائعهم وآثارهم ، وتنبهوا لما فيه من المواعظ والحكم والأمثال ، التي ترفق الأفئدة وتدك شوامخ الجبال الراسيات ، وذلك من تحذير وتبشير ونشر وحشر وحساب وثواب وعقاب.

ومن المهم أن أشير هنا إلى أن القرآن الكريم هو الآية الأولى لسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وهو معجزته الكبرى التي قدمها لعامة الناس ، وأعتبره دليلاً على نبوته وعمومية رسالته للعالمين، وإن القرآن الكريم هو وحي الله - جل جلاله - إلى نبيه الكريم ، فهو كلام الله سبحانه وتعالى ، وليس من تأليف سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - على الإطلاق، وإنما أقرار برسالة محمد عليه الصلاه والسلام ، وأن الله - جل جلاله - قد بعثه رسولاً ونبياً ورحمة للعالمين.

ومما لا شك فيه ولا ريب يعتريه أن القرآن الكريم قد تحدى باعجازه الكافرين ، وطالبهم أن يقدموا من بيانهم وكلامهم مثله، أو على الأقل عشر سورة منه ، أو الإتيان بسور مثل القرآن الكريم في بيانه وبلاغته وفصاحته ولكنهم لم يستطيعوا فعل ذلك الأمر ، ولهذا عجزوا عن معارضته ، ووقفوا عاجزين أمامه، وبذلك كان القرآن الكريم معجزاً لهم، وهذا هو معنى إعجاز القرآن الكريم.

وبناءً عليه ، نستطيع القول إن إعجاز القرآن الكريم كان الوسيلة إلى إثبات النبوة ، وآية للنبي عليه الصلاة والسلام على أن القرآن الكريم وحي من الله - تبارك وتعالى - وأن إثبات إعجاز القرآن الكريم هو إثبات لمصدر القرآن الرباني ، بمعنى أن إعجاز القرآن هو معجزة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

وإذا ما علمنا أن المعركة الجدلية ما بين النبي الكريم وبين الكفار ، هي في إثبات نبوته ، وقد كان القرآن الكريم هو معجزة النبوة وآيتها ودليلها ، فلما زعموا أن القرآن كلام الرسول -عليه الصلاة والسلام - وانهم قادرون على الإتيان بمثله لو أرادوا ، فتحداهم نبينا الكريم بأن يأتوا بمثله أو سورة منه ، وقد كان الهدف من التحدي اثبات النبوة ومصدر القرآن ، فلما عجز الكفار عن المعارضة ، ثبت لهم أن القرآن ليس من كلام البشر ، وإنما هو من كلام الله سبحانه وتعالى ، وبذلك ثبت لهم أن القرآن الكريم هو معجزة سيدنا- محمد صلى الله عليه وسلم - وآيته.

وأخيراً بقي القول أستكمالا ً لموضوعنا هذا : أن إعجاز القرآن الكريم آية باقية على وجه الدهر ، ومعجزة خالده ، من جهة فصاحة لفظه ، وبلاغة نظمه وأسلوبه ، ودقة أحكامه وأوامره ونواهيه ، وبيان اسماء الله وصفاته ، ودلائله اليقينية ، وبراهينه العقلية ، وفي أمثاله المضروبة ، وأخباره بالغيب ، وتحدي الكافرين بالإتيان بمثله، وغير ذلك من العجائب الخارقة للعادة ، والتي جعلت إعجاز القرآن الكريم حقيقة قاطعة لا جدال فيها ، وبديهة مقررة، فقد أقرها المسلمون جميعاً وذلك من خلال تدبرهم للقرآن الكريم، وتذوقهم له وأيمانهم به، والكافرون بأقرارهم بعجزهم عن معارضته، وأعترافهم بأعجازه لهم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :