facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رسالة مثقف إلى دولة رئيس الوزراء


أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
05-04-2025 10:53 PM

دولة الرئيس ما يدفعني للكتابة لكم أنني ألمس رغبة بالتحديث و العمل الميداني الجدي و ليس الشعارات أو الاستعراض الاعلامي. لذلك فإنني أرى هنالك فرصة تاريخية لتصحيح آلية التفكير المجتمعي بحيث تقترب أكثر من الوسطية و التنافس و التحديث و الابداع و قبول الآخر ضمن حدود الانتماء للارن و الولاء لقيادته الهاشمية.

ان المجتمع اصبح اسير لثقافة إقصائية استحدثتها تيارات عقائدية تخاطب العقل الباطن للجماهير تعزف على وتر الصعوبات المعيشية و العواطف الانسانية تصور الدولة بمؤسساتها أنها عدو المواطن و السد امام تطوره و رفاهيته مستغلة الفراغ الثقافي الذي نشأ نتيجة غياب آليات قابلة للتطبيق ترتفع بالوعي و الادراك و رقي السلوك. ثم إن تقديم و تصدير الاقل علما و ثقافة و ابداعاً للواجهة تحت مبررات عدة قد أكل من رصيد الثقة بالمؤسسات و لقد رأينا نفس السلوك تتبعه قوى تتمدد في الوعي الشعبي لدول محيطة و قدمت الأكثر شعبوية و الأقل تأهيلاً و علما و ثقافة فاصبح هؤلاء أبطالا شعبيين ورطوا المنطقة اجمع بمغامرات تحت مظلة الدين و المقاومة و غيرها.
نحن في الاردن نتمتع بالاستقرار و الأمن و قيادة حكيمة و هنالك فرصة حقيقية لاستباق ان يتحول مجتمعنا حاضنة لافكار التطرف و رفض الاخر تحت تأثير تلك التيارات التي تتقن النفاذ للوعي الشعبي بدغدغة عواطفه.

اسمحوا لي في هذه العجالة ان اطرح رأيي من منطلق فكري ثقافي فلسفي في تشخيص الوضع الحالي في الاردن.

قامت المجتمعات على عاملي الانتاج (الاقتصاد) و عامل الثقافة (آلية التفكير).

إننا في الاردن كما في دول محيطة اخرى لم نعطي عامل الثقافة بمفهومه الشامل الاهتمام الكافي مما خلق فراغا مفتوحا تتمدد من خلاله التيارات الشعبوية فكان اليسار في مرحلة ما ثم الاخوان ثم الفكر السلفي الوهابي و جزئيا الفكر الطائفي. ان الدولة الاردنية قد عانت من الية التفكير المجتمعي و الصورة النمطية التي صنعتها هذه التيارات و على الرغم ان الدولة بذلت جهودا مضنية لتبقى الاردن دولة وسطية و تقف ضد التطرف باشكاله لكن بقي هذا الفراغ دوما موجودا و ما زال.

ان هذا الفراغ لا يمكن ملئه الا برؤية فلسفية ثقافية تؤدي لآليات قابلة للتطبيق تنتهي بتغيير آلية التفكير الفردية و المجتمعية و الا سنجد تيارا جديدا يملأ هذا الفراغ.

ان تركيز وزارة الثقافة و غيرها من مؤسسات التوجيه المعنوي على مظاهر الثقافة دون الغوص في آليات ثقافية تحدث الية التفكير و تنقلها من التفكير العاطفي الى التفكير النقدي المنطقي (عقل غربي قلب اردني) فإننا سنكون دوما عرضة للتيارات الشعبوية التي ستستغل الظروف المعيشية او قضايا سياسية لتقدم الحكومة كسبب للمشكلات المجتمعية و كأنها تضع الحكومات في الخندق المعادي للمواطن بدل ان تغير رؤية المواطن للواقع لينظر له من خلال امكانيات البلد و شح مواردها و الاخطار التي تحيط بها.

برأيي أن الرؤية للتتغير الثقافي المجتمعي يجب ان تعتمد مفاهيم و جمل و روح و تقدم بلغة المجتمع معتمدة على الفنون و وسائل التواصل الاجتماعي التي يعتقد البعض انها ترفيهية فقط و هذا قد يكون صحيحا في مجتمعات قارئة و نقدية و لكنها في مجتمعنا المبتعد عن الثقافة المقروءة هي أخطر بكثير و تشكل وعي المجتمع و آلية تفكيره و سلوكه و ليس ادل على ذلك من احدى الدول القريبة التي غيرت الفنون التي تقدم الشعبوية و البلطجيه جزء من السلوك الاجتماعي و برأيي زادت من الخلل الداخلي و ستحتاج تلك الدولة لسنوان لتصحيح ذلك المسار.

إنني أرى أن العالم مقبل خلال بضعة سنوات على أزمات كبرى في عدة جبهات ستنتهي بمواجهة كبرى بين أمريكا و الصين و أخرى بين روسيا و أوروبا و ثالثة ضمن الصراع على القطب الشمالي و إنني أرى أننا نحتاج للإعداد المجتمعي لتلك الفترة على مستوى التفكير و السلوك لتحصين المجتمع و الحفاظ على أمنه و استقراره و حياده في تلك الفترة العصيبة.

حفظ الله الاردن و قيادته الهاشمية و مؤسساته الوطنية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :