منذ تأسيسها كانت دائرة المخابرات العامة درع الوطن الخفي لا تبحث عن الأضواء ولا تتصدر المشهد لكنها حاضرة دائماً في خطوط الدفاع الأولى عن أمن الأردن واستقراره واليوم حين تعلن عن إحباط مخططات خطيرة تهدف إلى المساس بالأمن الوطني وإثارة الفوضى والتخريب داخل المملكة فإننا لا نقف فقط أمام خبر أمني بل أمام درس عميق في قيمة الاستقرار.

لقد تابعت المخابرات العامة هذه المخططات منذ عام 2021، وألقت القبض على 16 متورطاً في مشاريع تخريبية تتراوح بين تصنيع صواريخ محلياً وحيازة أسلحة ومواد متفجرة والعمل على إنشاء طائرات مسيرة لأغراض غير مشروعة إلى جانب تجنيد عناصر وتدريبها داخل المملكة وخارجها تفاصيل توحي بخطورة ما كان يُحضر وتُثبت أن اليقظة الأمنية لم تغفل يوماً عن واجبها .

لكن السؤال الأكبر الذي يجب أن نطرحه الآن : كيف نمنع هذه المحاولات من التكرار ؟ كيف نحصن شبابنا من الوقوع فريسة أفكار متطرفة أو أجندات مشبوهة ؟

هنا يأتي دورنا كمجتمع ودولة.

المسؤولية لا تقع على جهاز أمني واحد بل علينا جميعاً مؤسسات الدولة و الأسر و المدارس و الإعلام علينا أن نفتح أعيننا أكثر ونُبصر الأسباب التي تجعل بعض الأفراد ينحرفون نحو مسارات مظلمة مثل الفراغ و التهميش و ضعف الانتماء والشعور بالظلم كلها ثغرات تُستغل لتجنيد العقول قبل الأيادي .

من واجبنا أن نخلق بيئة تُشعر الشباب بأهميتهم بمكانتهم و بقدرتهم على تحقيق التغيير من داخل المنظومة لا من خارجها

ما جرى رسالة واضحة:

فلنكن جميعاً شركاء في حماية وطن يستحق أن نذود عنه لا فقط بالسلاح بل بالعقل والفكر والانتماء الصادق .

حمى الله الأردن وحمى مليكنا المفدى وسدد خطى أجهزتنا الأمنية التي تقف سداً منيعاً في وجه كل من تسول له نفسه المساس بأمن هذا الوطن العزيز .