"فرسان الحق" .. نقف لكم احتراماً
أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
15-04-2025 11:04 PM
سنوات من الخطاب الشعبوي الذي يعزف على معاناة المواطن و مشاعرة الدينية و يجيرها لاهداف خبيثة تضع الحكومة و الدولة كعدو و تغفل شح الموارد و التهديدات المحيطة و موازين القوى و اطماع دول و تيارات اقليمية.
هذا الخطاب الشعبوي انتج فكراً متعصباً تغيب فيه العقلانية و الانتماء للوطن لصالح التطرف و رفض الآخر و تخوين من لا يؤمن بذلك الفكر. من المتوقع ان تنشأ بؤر هنا و هناك تغيب عنها العقلانية و المنطق و مصلحة الوطن و تبدأ تنظر لابناء الوطن و مؤسساته كعدو.
بالتأكيد الجهد الذي قام به فرسان الحق كان اسطوريا و امتدادا لنهجهم في حماية الوطن و الشعب و الذود عن القيادة الهاشمية الأمينه. لكن برأيي لا بد ان نستأصل هذا الفكر الشعبوي الذي هو جذر المشكلة و سيبقى يفرخ ذئاب منفردة و قطعان من الحاقدين و الموتورين و الموجهين ضد وطنهم الذي وفر لهم التعليم و الصحة و الاستقرار و الأمان.
فرسان الحق قاموا بما عليهم و الان لا بد ان نفكر بآليات تتصدى ثقافيا و فكريا لهذا الفكر المنحرف الذي يضع مصلحة تنظيم او افراد او دول اخرى فوق مصلحة وطنه.
لذلك فإنني ادعو لانشاء نموذج ثقافي اردني مبني على الوسطية و الموروث الهاشمي يعلي من القيم العليا من الانتماء للوطن و الولاء لقيادته و الاعتزاز بمؤسساته العسكرية و الامنية و الوطنية فحب الوطن هو فخر و عز و هو أعلى درجات الكرامة.
يجب ان نرفض كل خطاب يحاول رسم صورة نمطية غير واقعية للاردن و لقيادته الهاشمية و لا يعلي من تضحيات جيشنا العربي في الدفاع الحقيقي عن القضايا العربية و أولها القضية الفلسطينية.
استشهد الملك المؤسس رحمه الله على ابواب القدس و هو يحاول حفظ القدس و ما استطاع تحصيله ضمن ميزان القوى في حينه و اليوم سقف المطالب لا يصل للحد الادنى الذي سعى له المغفور له الملك المؤسس.
جلالة الملك عبدالله الثاني اخترق الحصار على غزة و اوصل المساعدات و المستشفيات الميدانية مستغلا الاحترام الذي تكنه له دول العالم و بقي يسعى شرقا و غربا ليخفف عن اهل غزة في الوقت الذي كان البقية من مدعي المقاومة يتغنوا بالشعارات الجوفاء و الوعود الفارغة و الاساءة للدول و الشعوب العربية.
برأيي، مثلما ندين ما حدث و ما خطط له اؤلئك الخونه و مثلما نقف احتراما و تأييدا لمؤسساتنا الامنية، لا بد ان نكمل المهمة و نجتث ذلك الفكر الشعبوي الغادر الخبيث من جذوره و ان نرفض ان يختبئ قيادات ذلك الفكر خلف جمل مثل اعمال فردية و مظلوميات مزعومة.
حمى الله الاردن و قيادته الهاشمية و مؤسساته الوطنية الشجاعة.