facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




غياب محامي الشرعية الفكرية الاردنية


أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
22-04-2025 05:41 PM

قد تكون جلسة مجلس النواب الماضية من أهم الجلسات في تاريخ السلطة التشريعية لأنها كانت مناظرة بين الدولة صاحبة الشرعية و تيار الاسلام السياسي ممثل جماعة الاخوان. أهمية هذه المناظرة انها كانت متابعة داخليا و خارجيا من الشعوب و الحواضن و لها تأثير في تشكيل الرأي العام و برأيي الشخصي أن تيار الجبهة كان أكثر وعيا لاهمية هذه الجلسة شعبيا و اعد نفسه جيداً و خاطب العقل الباطن للجماهير الاردنية و العربية في حين كان تيار الشرعية (هذا رأي شخصي) غير معد فكريا و ثقافيا للدفاع عن قضية الاردنيين العادلة و نزع الشرعية عن تيار التدين السياسي.

ممثلي الجبهة كان خطابهم في مضمونه مكرر (نسخ-لصق) عن الرسائل الاعلامية التي وجهوها في الايام الماضية و هي نفس المضمون منذ الاربعينيات و يركز على المحاور التالية: المظلومية، حرف بوصلة الاتهام من جنائي الى سياسي، حرف بوصلة القضية من جمعية فكرية الى فردية، ربط توجهه بقضية عادلة و هي فلسطين مع تجاهل دور الدولة في دعم هذه القضية، تقديم التيار نفسه كعامل استقرار للاردن مذكرا بفضائله على الاردن بعدم حمل السلاح تاريخيا و متجاهلا فضل الاردن بفتح مجال له و فضل الاردن بالتغاضي عن الكثير من تجاوزاته.

كل العوامل السابقة وضعها ممثلي الجبهة في خطاب لا يحتاج اكثر من ثلاث دقائق و هو نفسه ما تكرره حواضنهم و اعضاء الاخوان في وسائل التواصل مع التركيز على رمزية احد نوابهم. هذا لا يمكن ان يكون صدفة او اجتهاد بل آلية معدة و مدروسة و تخاطب العقل الباطن للجماهير و الحواضن داخل و خارج الاردن.

بالمقابل كان خطاب تيار شرعية الدولة بالتأكيد نابع من حس وطني و لكنه يفتقر للعمق الفكري و الثقافي الذي يفند العوامل التي ذكرتها و ينزع عنها الشرعية فاضحى الوضع ان صاحب القضية العادلة و هي الدولة و الشعب الاردني هو الطرف الاضعف في الاعلام الموازي و الخطاب الشعبوي.

كنت اتمنى ان يتضمن خطاب احد النواب ما يلي: أن حزب الجبهة ارتضى ان يكون الذراع السياسي و الشرعي لجماعة الاخوان بالتالي فهو يتحمل المسؤولية الادبية و الاخلاقية و السياسية لكل ما يصدر عن الاخوان و اعضائها حتى لو لم يكن احد من حزب الجبهة متورط في الخلية الارهابية فالقضية هنا ليست فقط قانونية و لكن من ارتضى ان يكون الوجه المجمل للاخوان يتحمل تبعة افعالهم و الا انزلقنا الى وضع يشبه بدايات حزب في دولة مجاورة رجل في الدولة تتحمل الدولة تبعات سلوكه و رجل خارجها يتنصل من خلاله من مسؤولياته الدستورية.

كنت اتمنى ان يتضمن خطاب احد النواب ان الدولة هي من سمحت للاخوان و الجبهة بالتواجد عندما ألغتها دول كثيرة و بالتالي فالدولة صاحبة المنه و الفضل و ليس الحزب و الجماعة.

كنت اتمنى ان يتضمن احد الخطابات ان الدولة الاردنية هي من حاربت من اجل فلسطين و استشهد ثلث جيشها (الفيلق العربي) في 48 و احتفظ بالضفة و القدس و هي التي ما زالت تخوض المواجهات الدبلوماسية و السياسية و تقدم الدعم السياسي و الانساني و تبقي حل الدولتين قائم في الوقت الذي لم يقدم غيرها من الدول و التيارات الداعمة للاخوان الا الشعارات الفارغة و التوريط و وصفات الفوضى و التي تعتبر الخلية الارهابية احد حلقاتها.

كنت اتمنى ان يتضمن الخطاب دور الهاشميين في الاشتباك بالقضية الفلسطينية منذ رفض شريف مكه وطن قومي لليهود الى تأسيس الدولة و استشهاد الملك المؤسس على ابواب القدس الى دور الملك الحسين في الحفاظ على الحقوق الفلسطينية حية و فتح صدر البيت للأشقاء الى الجهد المضني للملك عبدالله الثاني في استخدام احترام المجتمع الدولي له لايصال المساعدات و المستشفيات الميدانية و رفض التهجير و الحفاظ على القدس و المخاطرة بعرشه في مواجهة امريكا و اسرائيل للحفاظ على فلسطين للفلسطينيين.

كنت اتمنى ان يواجه بشكل واضح ما يحاول تيار الجبهة خلقه من شرخ عمودي بين مكونات المجتمع الاردني و أن يقال ان القسمة الحقيقية هي بين من يريد الامن و الاستقرار و شرعية الدولة و القيادة الهاشمية و هؤلاء يمثلون الاغلبية العظمى من الاردنيين من شتى الاصول و المنابت و بين من يريدون ان يجعلوا الاردن ساحة للنفوذ الخارجي و الفوضى و التي تخدم اسرائيل في التهجير و قضم باقي فلسطين.

ما زلت اتمنى ان يكون هنالك خطاب فكري ثقافي مقابل يبث من النواب و قواعدهم على صفحات التواصل يفنّد المظلومية و يفند جر القضية الى ساحة الفردية و الاتهام السياسي و يفند تنصل الحزب من مسؤولياته الادبية و السياسية و الاخلاقية كذراع ارتضى هو ان يكونه لجماعة الاخوان المحلولة و يفند محاولة احتكار الدين و القضية الفلسطينية في الوقت الذي تمثل قيادتنا الامتداد الهاشمي و ارثه الديني و في الوقت الذي تقدم القيادة و الدولة الدعم الحقيقي للاهل في غزة.

ما يحدث حاليا هو مناظرة وصراع فكري ثقافي يستهدف الجماهير داخليا و خارجيا و كلنا يعلم ان الخطاب الرسمي للحكومة له محددات دبلوماسية و الاصل ان ينبري المسؤولين السابقين و النواب و قواعدهم و المفكرين للاشتباك خارج الرسمي و لكن ليس فقط في شعارات (على أهميتها) بل في اشتباك فكري ثقافي يضع الصورة الحقيقية لشرعية الدولة و انحراف من يناكفها على الشرعية و يخاطب العقل الباطن للجماهير التواقة بالاساس للامن و الاستقرار و تعزيز الوحدة الوطنية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :