facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ضرورة نموذج ثقافي اردني 3


أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
25-04-2025 10:27 PM

عندما هزم الحلفاء ألمانيا عسكريا و امنياً و اقتصاديا في الحرب العالميه الاولى تجاهلوا الجانب الثقافي فعادت ألمانيا بنسخة اكثر تطرفا و قوة لذلك لم يكتفي الحلفاء بهزيمة المانيا و اليابان عسكريا و امنيا في الحرب العالمية الثانية بل فرضوا ايضا نموذج ثقافي و اقتصادي بديل غير توجه و الية تفكير الدولتين للآن.

لذلك فإن اي قرار لا يقدم و يفرض بديلاً ثقافيا للتيارات المناكفة للدولة سينجح لحين خصوصاً في وجود صعوبات اقتصادية و معيشية قد تستوجب قرارات غير شعبية و كذلك مع استمرار الصراع غرب النهر و تبعاته العاطفية و الاجتماعية و السياسية على الاردن.
برأيي أنه تم استدراج المجتمع الاردني و مجتمعات اخرى في المنطقة الى حالة من التدين المبالغ به الذي سبغ كل تفاصيل الحياة اليومية و غذى حالة تطرف فكري في التفكير و الاحكام على كل شيء لم تتواجد حتى في عصر الصحابة فتجد الافراد من مختلف الطبقات و الشرائح يحاكمون كل تفاصيل الحياة من منطلق فهم معين للدين برأيي فيه شئ من التطرف و فيه تقليل و عداء لمن يخالفهم و قد يكون مرد ذلك برأيي تتابع الحركات العقائدية من اليسار إلى السلفية الى الاخوان الى الطائفية التي ازدهرت منذ الثورة الايرانية. فإذا اضفنا على ذلك الصعوبات المعيشية و عجز العالم عن ايجاد حلول عادلة لكثير من القضايا خصوصا القضية الفلسطينية فإن كل ذلك وفر بيئة خصبة لتغلغل و سيطرة تيارات عقائدية في كل تفاصيل الحياة.

يضاف الى ما سبق عاملين تتحمل مسؤوليتهم الحكومات؛ الاول ايجاد نموذج ثقافي بديل يحتوي تأثير تلك التيارات و يملأ الفراغ و الثاني هو تهميش المفكرين و المثقفين و المبدعين لصالح نماذج اخرى فشلت في ان تكون قدوات اجتماعية مقنعة لغياب العمق الثقافي و المتانة اللغوية و عدم قدرتها على الدفاع عن الدولة و القيادة باسلوب ينفذ للعقل الباطن للجماهير و يمثل بديل مقنع للآخر و لقد رأينا كيف احتاج احدى التيارات خلال الاسبوع الماضي الى ثلاثة دقائق ليكسب الجولة في مناظرة القضية العادلة فيها واضحة للدولة.

النموذج الثقافي الاردني مقوماته موجودة و هي الإرث الهاشمي بمشروعيته الدينية و التاريخية و القيم العشائرية التي لخصتها كلمة النشامى و ما تحويه من الرجولة و الشجاعة و اغاثة الملهوف و تعزيز الوحدة الوطنية و الترفع عن الصغائر و ثالثها الدور الانساني الذي لعبته الدولةو الشعب الاردني و القيادة الهاشمية في الدعم الانساني للأشقاء في أزماتهم سواءا في فلسطين او سوريا و غيرها من الشعوب العربية.

هذه المقومات تقدم نموذجاً ثقافياً وسطياً يؤمن بالحوار و يرفض العنف و يؤمن بسيادة الدول.

لا أعلم اين وزارة الثقافة و الجهات المعنية من انشاء لجنة للحوار الوطني الثقافي اسوة بتلك للتحدث السياسي تطرح نموذجا ثقافيا متكاملا يعطى المساحة الكافية و يفرض ضمن منهاج التربية الوطنية و يهدف لتغيير رؤية الفرد لوطنه بصورة عقلانية واقعية يفتخر بمنجزاته و ينتمي لترابه و يوالي لقياداته بعيدا عن الصورة الذهنية التي رسمتها التيارات الاخرى و شوهت صورة المؤسسات و صورتها عدوة المواطن و السبب في صعوباته المعيشية متجاهلة شح الموارد و التهديدات المحيطة.

لقد قدمت التيارات العقائدية نفسها دوما بطريقة استعلائية فاليسار و القوميين قدموا انفسهم بانهم النموذج الحضاري و التقدمي و الديمقراطي لمجتمع و قيادات رجعيه جاهله متآمره ليتبين لاحقا انها كانت شعارات جوفاء مورس تحتها أبشع الجرائم الانسانيه و ضيعت مكتسبات النمو و التعليم بل و احتلت الارض و من ثم جاءت التيارات الدينية لتقدم نفسها صاحبة الحق الإلهي في الحكم و السلطة في مجتمع جاهل متخاذل و حكومات انسانية غير مؤهلة لنكتشف ضيق افقها في آلية تفكير تحتكر الحقيقة و ترفض الآخر و تعيش في وهم خلافة دينية هلامية غير قابلة للوجود و انتهازية سياسية و احقاد على الدولة القطرية (بضم القاف).

برأيي أن اخطر ما نتج عن فراغ المجال الثقافي الاردني و ملئه بالتيارات المذكورة التي تغلغلت في وعي جزء من المجتمع انها غيرت المزاج الاجتماعي بحيث اصبح ميالا للأحزاب العقائدية و مستعليا على الاحزاب التنموية و البرامجية و ذلك يعكس منسوب من غياب الثقة بين المواطنين و العملية السياسية غذتها هذه التيارات من جهة و غذاها ايضا وجود ممارسات رسمية همشت القدوات من المنتمين الموالين المبدعين و المثقفين.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :