الكلاب تنبح .. وقوافل الهيئة الخيرية إلى غزة تسير
بسام أبو رمان
09-05-2025 05:15 PM
من خلال عملي في مجال الإغاثة، وكممثل لمنظمة السلام للإغاثة وحقوق الإنسان الدولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تواصلتُ مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية من أجل إرسال مساعدات إغاثية إلى غزة، متمثلة في طرود غذائية. جاء هذا التحرك بعد أن أُغلِق طريق الإمداد عبر معبر رفح المصري، مما دفع أغلب المنظمات الإنسانية إلى اللجوء للأردن وتحويل نشاطها الإغاثي عبر الهيئة الهاشمية، وذلك لأسباب عديدة.
طُلب مني، بصفتي ممثلاً عن بعض المنظمات، مراجعة الهيئة لمعرفة الإجراءات والشروط الخاصة بإرسال المساعدات الإنسانية. وبالفعل، راجعت الهيئة مرارًا، وقابلت معظم المسؤولين فيها، وتبيّن لي أن هذه المؤسسة العريقة تعمل بأعلى درجات الحرفية والمهنية في تنفيذ مهامها. إذ يوجد لديها نظام متكامل، وأسس واضحة، وآليات عالية الجودة، ومواصفات دقيقة جداً في هذه العملية.
أولاً، يجب الإفصاح عن المواد التي يراد إرسالها، بما في ذلك مواصفاتها وكمياتها، ومحتويات كل طرد، وأنواعه، وتصنيفه، وتواريخ إنتاج كل مادة، بالإضافة إلى مصدرها، وكل ما يتعلق بكل صنف من أصناف الطرود. كما يُطلب إرسال عينة من هذه الطرود إلى الهيئة لمقارنتها لاحقًا بالشحنة الفعلية بعد الموافقة، وذلك لضمان الجودة.
بعد استيفاء هذه الشروط، سألت عن آلية النقل وتكلفة إيصال هذه المواد، فكان الرد أن المطلوب من الجهة المرسلة فقط تأمين الطرود إلى مستودعات الهيئة، دون أي مصاريف أو نفقات أو مبالغ مالية تُدفع مقابل إيصالها إلى غزة.
فماذا يريد أصحاب الأقلام المسمومة التي تقطر سمًا تجاه الأردن ومواقفه، والتي لا يُنكرها إلا جاحد أو حاقد؟
أقول لهم باختصار: إن هدفكم، بالإضافة إلى محاولة إنكار دور الأردن، هو التأثير على إرادة هذه القيادة وهذا الشعب، من أجل ثَنيهم أو إيقافهم عن دعم أهل غزة. وقد نجحتم إلى حد ما.
اليوم، غزة تعاني من الجوع ونقص الغذاء بشكل كبير. فلنرَ ماذا ستفعلون أنتم، وماذا سيفعل العالم كله لغزة وأهلها؟
سيبقى وطني، كما هو حال خبز الشعير، مأكولًا مذمومًا.
لكن اعلموا: أن الأجر عند الله سبحانه وتعالى.