facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سرديتنا وسردية الآخرين عنا


أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
19-05-2025 12:10 AM

هنالك قطاع كبير من الشباب يرغب بالمشاركة بالدفاع عن قيادته الهاشمية ووطنه الاردن ومؤسساته في وجه الحملات المتتالية الظالمة التي توجه سهامها المسمومة نحونا ولكن الكثير منهم يحجم لعدم وضوح الرؤية لذلك اكتب سرديتنا وسردية الآخر سواء كان هذا الآخر تيارات دينية او عقائدية او مجموعات او شعوب تم خداعها وتوجيهها او حتى كانت دول تعتقد ان الاردن يرتضي اي من ابنائه بالفوضى او ان نكون ساحة للاطماع والمزايدات.

النشوء: سرديات الآخر أن الاردن كيان وظيفي وجد قسرا لحماية اسرائيل أو هو صحراء فلسطين التي اقتطعت منها او هي بادية الشام التي اقتطعت من سوريا. أما سرديتنا فهي أن الاردن دولة تشكلت نتاج مشروع وطني اردني لخصته توصيات مؤتمر ام قيس التقى مع مشروع هاشمي لتحرير المنطقة العربية و انشاء مملكة عربية و تشكل قبل او مع تشكل دول المنطقة مثل سوريا و العراق و لبنان و تركيا و غيرهم بشكلهم الحالي و حتى مصر بحدودها الحالية تشكلت بنفس التوقيت رغم انها اقدم او ثاني اقدم دولة في العالم. لا ننكر ان مصلحة للدول الكبرى التقت مع المشروع الوطني الاردني الهاشمي و اقتنص الاردنيون بقيادة الهاشميين الفرصة لفهمهم للتوازنات العالمية و التغيرات المطلوبة عالميا و نفس الشئ حدث في الدول الاخرى. سوريا و العراق كانت عدة حركات انفصالية و تدعو لكيانات مستقلة و لكن الحركة الوطنية التي هدفت الى دولة سوريه و دولة عراقية بشكلهم الحالي التقت مع مصالح و متطلبات بريطانيا و فرنسا الدولتين العظميين في حينه و كذا حدث في لبنان و باقي الدول. في مصر كانت المصالح للدول العظمى في البداية في دولة تضم مصر و السودان و جزء من اثيوبيا ثم تغيرت الى مصر بحدودها الحالية. فلسطين كانت مصالح و مطالب الدول العظمى في التقسيم لدولة فلسطينية و دولة يهودية لكن الصراعات الداخلية بين العائلات الأرستقراطية و قيادات الثوار و غياب الثقة بينهم و رفض كل منهما ان يحكم من الآخر مضافا اليه الحماس و العواطف و الشعارات لدول بعينها أضاع فرصة نشوء دولة لكانت أغنت الجميع عن الصراعات اليوم.

البدايات: سرديات الآخر أن الاردن لم تكن تملك مقومات دولة و رجال دولة لذا استعانت برجال الدولة من دول شقيقة. سرديتنا أن طموح الاردنيين في دولة تدعم نضال الدول العربية الاخرى التقى بمشروع الهاشميين بدولة عربية توحد بلاد الشام و العراق على اقل تقدير و تكون مملكة عربية تحمي الموروث و الهوية العربية و الاسلامية فكان ان استوعبت المناضلين و رجال الدولة من الاشقاء و الدليل على قدرة الدولة منذ البداية سعيها و انشائها برلمانا اردنيا من العشرينات و هذا ابسط دليل على دولة مستقرة واثقة منذ البداية لا تخشى فيها القيادة من المشاركة الشعبية و الرقابة التشريعية.

الاستقلال و 48: سرديتهم ان الاردن لم تحارب في فلسطين او حاربت بقائد انكليزي يخدم مصالحهم. سرديتنا و هي الحقيقة ان الاردن خلال السنوات التي سبقت كان متنبها لما هو قادم فأنشأ نواة جيشه تحت مسمى الفيلق العربي في الوقت الذي كان فيه الاخرون غارقين بالخلافات الضيقة و الجدل الذي لا يسمن. ذلك الجيش و الذي كان قوامه في 48 فقط 4500 جندي و ضابط قاتل في الضفة الغربية و ركز على القدس و من ثم اضطر ان يغطي مناطق الجيش العراقي الذي انسحب. القائد عربي او انجليزي بالنهاية كان يأتمر و ينفذ قرار القيادة السياسية التي كانت على بصيرة بأن الهدف القدس و الضفة و الحفاظ عليها رغم صعوبته (4500 جندي مقابل 70 الف) لكنه واجب. القيادة السياسية كانت رؤيتها واضحة و لم تغرق بالشعارات الجوفاء و الاوهام فهي تعرف ان قرار التقسيم هو قرار الدول العظمى المنتصرة على المانيا و ايطاليا و اليابان و ان الممكن هو الحفاظ على كل او جزء مما اعطي للعرب في ذلك القرار و الذي لو قبلته الرؤوس الحامية و تصرفت بواقعية سياسية لحصلت على الشرعية الدولية و لما كان الجميع اليوم يستجدي اقل من ذلك بكثير.

الملك عبدالله الاول دفع ثمن وعيه و اخلاصه في محيط عاش الاوهام و الزيف و الاردن الذي استشهد ربع جيشه على ابواب القدس للحفاظ على الضفة و القدس دفع ثمن مصداقيته و نضاله الحقيقي في محيط الشعارات الذي يهرب من مسؤولياته الى تخوين من يقاتل بحق و بصمت.

في المقالة القادمة اعرج على المحطات التالية في سرديتهم و سرديتنا. سردية هؤلاء الذين و ان اختلفت توجهاتهم الفكرية من اليسار او اليمين او جنسياتهم او داعميهم فإنهم دوما يلتقون في توجيه سهامهم المسمومة لمن قاتل و دافع عن القضايا العربية باخلاص و شجاعة و واقعية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :