سنحت لي الفرصة للاطلاع على نشاطات مركز زها الثقافي في محافظة المفرق الذي يمثل بنشاطاته النوعية محطة عمل نموذجية في البرامج والنشاطات والخدمات التي يقدمها للأطفال بشكل خاص وفئات المجتمع الأخرى بشكل عام وخاصة الشباب ، ففضلاً عن توفير بيئة آمنة للعب والتعلم وتبني ورعاية الاطفال الموهوبين من خلال تطوير مهاراتهم وقدراتهم الإبداعية في مختلف المجالات الثقافية والفنية والابداعية ، والمركز يساهم ايضاً بفتح مجال توفير فرص العمل للشباب من خلال عقد الدورات التدريبية المختلفة التي تساهم بتدعيم المهارات والخبرات الضرورية لهم تمهيداً لدخول سوق العمل وبناء مستقبلهم وأخذ دورهم في خدمة مجتمعهم ووطنهم.

كان لي جولة على اقسام المركز خلال احتفال المحافظة بعيد ميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني في بداية شهر شباط الماضي ، فالمركز يتضمن مكتبة شاملة للأطفال لرفد ثقافة الطفل بالمعارف وملاعب ریاضية وأماكن ملائمة لأجراء المسابقات المختلفة ، ويحوي المركز ايضاً قاعة عرض سينمائي وللمحاضرات والمعارض والعروض المسرحية وعروض الأفلام والدورات التدريبية فضلاً عن وجود ملاعب لممارسة مختلف الرياضات وساحات للتنزه ، وجهد أدارة المركز ممثلة بمديره السيد طارق العموش ومسؤول العلاقات العامة السيد عبد الحميد النعيمي واضحاً في توفير مختلف السبل الملائمة للتعليم والتدريب واللعب لشباب واطفال المفرق فالعموش والنعيمي وهم من ابناء المفرق الذين تربوا فيها وعايشوها بطفولتهم فهم الأعلم باحتياجات شبابها واهتماماتهم بما يلبي طموحاتهم وامالهم المستقبلية.

وجد مركز زها الثقافي ليقدم خدماته لمختلف الشرائح المجتمعية في محافظة المفرق التي تقارب مساحاتها ثلث مساحة المملكة ، والمركز بموقعه في مدينة المفرق يبعد عن بعض التجمعات السكانية في البادية الشمالية التي تتبع للمحافظة بمسافة تزيد عن 200كم بالنظر ان مركز لواء البادية الشمالية يبعد عن مدينة المفرق 50 كم فيما يبعد لواء الرويشد 220كم ، ومن هنا يبرز تعذر حضور الشباب والاطفال من المناطق النائية للمركز بسبب البعد والمصاريف المادية التي تثقل كاهل أسرهم الشيء الذي يحرمهم من الإفادة من نشاطات المركز المختلفة.

لا شك ان المركز ترك بصمات واضحة بعمله التثقيفي والتدريبي في محافظة المفرق ، الشيء الذي يستوجب ايصال رؤيته ونشاطاته الى مختلف بقاع المحافظة التي تفتقر لمراكز تدريبية وتثقيفية لشبابها وصالات العاب تعليمية لأطفالها بالنظر لمساحتها ووجود مناطق نائية ، الشيء الذي سبب تفاقم البطالة بين شبابها وتعدد وجود بؤر الفقر الشديد فيها فضلاً عن تأثرها الشديد مؤخراً باللجوء السوري ، هي رسالة للمعنيين في أدارة مركز زها الثقافي بأيجاد وحدات له اقلها في مراكز الألوية الخمسة التي تشكل المحافظة بما يخدم التجمعات السكانية فيها ، فضريبة النجاح الحالية بعمل المركز في خدمة الوطن والمواطن تستوجب منه ان تعمم فكرته ويستفيد منها كل شاب وطفل على الأرض الأردنية العزيزة.