تمرُّ علينا هذه الايام و هي تحمل في طياتها عبق الذكريات السعيدة ومعاني الوفاء و الاعتزاز ، أيامٌ تتداخل فيها مشاعر الحبّ الأسريّ مع مشاعر الوفاء الوطنيّ وتتلاقى فيها مسيرة قلبين بمسيرة وطن.

في العاشر من حزيران عام ١٩٩٣ ارتبط قلب الملك عبد الله بقلب الملكة رانيا في رباط بني على المودة و الالفة والتفاهم.

لم يكن زواجاً عادياً بل كان بداية شراكة إنسانية وقيادية فريدة، لقد شكّلت الملكة رانيا برؤيتها الثاقبة وعطائها اللامحدود وحنوها الأموميّ ركيزةً أساسية في حياة الملك وشريكةً في مسيرته الوطنية والإنسانية الطويلة.

هذا الزواج المبارك لم يكن مجرد اتحاد بين شخصين بل كان تأسيساً لأسرة ملكية تجسد قيماً أردنية أصيلة: التواضع، والقرب من الناس، والعمل الدؤوب من أجل التنمية و الازدهار .

لقد رأينا فيهما نموذجاً للزوجين القائدين اللذين يربطان بين مسؤوليات الحكم الرشيد وهموم المواطن البسيط ويربيان أبناءهما سمو الأمير الحسين ولي العهد وسمو الأمير هاشم وسمو الأميرة إيمان وسمو الأميرة سلمى على حب الأردن والانتماء إليه وخدمة أبنائه.

"أبو الحسين" و"أم الحسين" ليسا مجرد ألقاب بل هما تجسيدٌ لدور الأسرة كخلية المجتمع الأولى ودور القيادة كأسرة كبرى ترعى شعبها.

لقد رأينا فيهما تجسيداً حياً للارادة و العمل ، إرادة يمثلها سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد، الذي ينهل من مدرسة جده وأبيه وأمه حاملاً لواء المستقبل بثقة وعزم ووعي عميق.

ارادة يبعثه إصراركم على المضي قدماً في بناء الأردن الحديث القوي القادر على مواجهة التحديات والمحافظ على هويته العربية والإسلامية والإنسانية ، وينبع من التلاحم الوثيق بين القيادة والشعب، ذلك التلاحم الذي جعل من الأردن نموذجاً في الصمود والاستقرار في محيط مضطرب.

إن هذه المسيرة شراكة قيادية وإنسانية تحكي قصة وطن بني بالإرادة والتضحية والحب، ويُشعل شعلة أمل متقدة نحو غدٍ أكثر إشراقاً.

دعواتنا الخالصة لله تعالى أن يحفظ الملك عبد الله الثاني وأن يحفظ الملكة رانيا العبد الله وأن يمد في عمرهما على العطاء والخير، وأن يحفظ سمو ولي العهد الأمير الحسين و عائلته و إخوته وكل الأسرة الهاشمية الكريمة، وأن يحمي الأردن وأهله، ويُديم عليه نعمة الأمن والاستقرار والإزدهار تحت ظل القيادة الهاشمية.