جاءت الجامعة الهاشمية سباقة في التقاط أهمية حديث جلالة الملك أمام البرلمان الأوروبي من الناحية السياسية والاستراتيجية والإنسانية فهو الحديث الذي أدهش مئات البرلمانيين فصفقوا لجلالته طويلا ووقفوا تحية له حتى غادر القاعة.

الجامعة الهاشمية تنظم يوم الثلاثاء ١/ ٧ حلقة دراسية بحثية معمقة يشارك فيها اعلاميون واستاذة علوم سياسية وطلبة علوم سياسية وقانون من الجامعات الاردنية وهذا نشاط مميز خارج منهاج الكتب ينبغي تشجيعه باستمرار.

لست هنا للحديث حول مضامين كلمة الملك في الاتحاد الاوروبي فهي لا تحتاج الى شرح مطول _كما فعل عدد من الكتاب مشكورين _ وإنما الى إصغاء وتأمل شخصي ، ذلك ان الكلمات تكون اكثر بلاغة وتاثيرا اذا شاهدتها حية من المتحدث مباشرة وفي المقام الذي قيلت فيها.

بداية كانت شخصية جلالة الملك وهو يتحدث شخصية ملكية بكل المعايير،، وقفة شامخة،، رأس مرفوع،، لغة انيقة وبليغة ،،، افكار متتابعة ومترابطة ذات قيمة انسانية عميقة سجلها جلالته للتاريخ ووخز فيها عمق الضمير الاوروبي المثقل بويلات الحرب العالمية الاولى والثانية،، لذا لم يكن مفاجئا عندما انهى جلالته الكلمة أن وقف الجميع تحية للملك مع عاصفة طويلة من التصفيق الحار لم يحظ بمثلها زعيم وقف متحدثا أمام البرلمان الاوروبي.

كان الملك مدهشا في وقفته وبلاغته وللحق اقول اننا لم نشهد حتى الان ومنذ مطلع القرن الماضي زعيما عربيا وقف متحدثا في مناسبة دولية غربية بمثل ما تحدث الملك عبد الله الثاني ابن الحسين والملك المرحوم الحسين بن طلال.

على المستوى المحلي ينبغي التعاطي مع كلمة الملك بطريقة مستحدثة ، ولما تضمنته الكلمة من إنذار بخطر انهيار النظام العالمي وانهيار القيم الاخلاقية للقانون الدولي فإن عرض ومناقشة حديث جلالة الملك امام طلبة كليات الحقوق والعلوم السياسية في الجامعات الاردنية كجزء ملزم من نشاط غير منهجي كما ستفعل الجامعة الهاشمية يعتبر تدريبا لطلبة العلوم السياسية لفهم عالم السياسة الدولية ، وحبذا لو يتم مثل ذلك ايضا أمام طلبة المرحلة الثانوية النهائية في المدارس الثانوية الحكومية والخاصة.

من المهم ان يناقش اساتذة القانون في كليات الحقوق ونظرائهم في فرع العلوم السياسية بالجامعات مع الطلبة المبادئ التي تضمنتها كلمة الملك، وصلتها المباشرة بما يتم تدريسه في كليات الحقوق والعلوم السياسية.

نطمح الى مبادرات رائدة مماثلة بهذا الخصوص من جامعات أخرى وبخاصة الجامعة الأم .