الأردن وجهةٌ عالميةٌ للتعليم العالي: استثمار في الإنسان والمعرفة
د. ناجي القبيلات
03-07-2025 01:52 PM
في ظلِّ التحولات العالمية المتسارعة والتنافس الإقليمي والدولي في مجال التعليم العالي، يبرز الأردن كوجهة أكاديمية مرموقة تستقطب آلاف الطلبة الدوليين سنويًا، بفضل ما يتميز به من جودة مخرجاته التعليمية، واستقراره السياسي، وموقعه الجغرافي الاستراتيجي، وبيئته الثقافية المنفتحة. وقد أشارت آخر بيانات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للعام الجامعي 2024-2025 في عرضها المرئي (Infographic) إلى أن عدد الطلبة الوافدين بلغ (51647) طالبًا وطالبة من (113) دولة حول العالم بما نسبته (11%) من إجمالي مقاعد الدراسة في الأردن، وهو رقم يثبت حضور الأردن القوي على خارطة التعليم العالي دوليًا.
وتُظهِرُ البيانات أنَّ (87%) من الطلبة الوافدين ملتحقون ببرامج البكالوريوس، و (8%) بالدراسات العليا (ماجستير ودكتوراة)، و (5%) بالدبلوم المتوسط. كما استحوذت الجامعات الخاصة على (62%) من مجموع الطلبة الدوليين، فيما استقبلت الجامعات الرسمية (38%) منهم. وتَصَدَّرَ الطلبة الفلسطينيون قائمة الجنسيات الأعلى عددًا، تلتهم الجنسيات السعودية، والكويتية، والعمانية، والماليزية، والعراقية، واليمنية، والقطرية، والبحرينية، والتركية؛ ما يعكس ثقة حقيقية ببرامج الجامعات الأردنية وتخصصاتها المختلفة، التي توافق مع متطلبات سوق العمل الإقليمي والدولي.
إنَّ هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا الجهود الاستثنائية لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي وكوادرها كافة؛ حيث شهدنا قيادة الأستاذ الدكتور عزمي محافظة، والأمين العام الأستاذ الدكتور مأمون الدبعي، تحرُّكات نَشِطَة على الصعيدين الإقليمي والدولي، من خلال المشاركة في المعارض التعليمية الإقليمية، وعقد الاتفاقيات الثنائية؛ لتساهم الوزارة في تعزيز صورة الأردن التعليمية إقليميًا وعالميًا، ورفد الجامعات الأردنية بمزيد من أعداد الطلبة الوافدين؛ ويتجلَّى ذلكَ من خلالِ الإحصاءات الصَّادرة عَن الوزارة للأعوام السابقة، التي تَكِشفُ ارتفاعًا في أعداد الطلبة الوافدين من (36789) عام (2020) إلى (51647) عام (2025).
ويمثل التعليم العالي رافدًا مهمًا للاقتصاد الوطني الأردني من العملة الصعبة، فضلًا عن دوره الاستراتيجي في تعزيز القوة الناعمة للأردن (سفراء الأردن) إقليميًا وعالميًا، سواء في التخصصات الطبية والهندسية والعلمية والإنسانية، أو في برامج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، التي تستقطب اهتمامًا خاصًا من طلبة آسيا الوسطى، وشرق آسيا، والدبلوماسيين، والباحثين الغربيين.
إن تعزيز مكانة الأردن التعليمية عالميًا يتطلب الاستمرار في تطوير الخطط الدراسية وفقًا للمعايير الدولية، وتكثيف جهود التسويق الأكاديمي الذكي، وابتكار برامج نوعية عابرة للتخصصات؛ بما يحوّل الجامعات الأردنية إلى مراكز إقليمية للابتكار والمعرفة والبحث العلمي، ويجعل التعليم العالي الأردني قصة نجاح وطنية تضاف إلى رصيد الدولة الأردنية في مئويتها الثانية.