المناهج العربية اليوم تمثل كارثة حقيقية تهدد مستقبل الأجيال القادمة نحن نغرق أبناءنا في بحور من المعلومات عديمة الفائدة بينما نحرمهم من أبسط مهارات الحياة كيف لطفل أن يكون ناجحا وهو لا يعرف كيف يتعامل مع ضغوط الحياة كيف له أن يكون قويا وهو لا يفهم ذاته ولا يستطيع التعبير عن مشاعرك أنظمة التعليم الحالية تقتل الإبداع وتقمع التفكير النقدي وتصنع جيلا ضعيفا مهزوزا لا يستطيع مواجهة أبسط التحديات العالم يتقدم ونحن نراوح مكاننا ندرس أبناءنا قصائد المتنبي بينما العالم يدرس البرمجة والذكاء الاصطناعي نرهقهم بحفظ التواريخ بينما هم بحاجة إلى تعلم كيفية صناعة المستقبل .

الأمر ليس مجرد نقص في المناهج بل هو فشل شامل في الرؤية التعليمية نحن ننتج أجيالا تحفظ ولا تفكر تسمع ولا تناقش تطيع ولا تبتكر كم من الطلاب يعرفون كيف يحلون مشكلة مالية بسيطة كم منهم يستطيعون التعامل مع الأزمات النفسية كم منهم قادرون على قيادة حياتهم بثقة المناهج الحالية لا تعلّم الصمود لا تعلّم المثابرة لا تعلّم كيف تكون إنسانا قويا متكاملا .

الذكاء العاطفي غائب عن مدارسنا فنحن نخرّج عباقرة في الرياضيات لكنهم عاجزون عن فهم مشاعرهم أو التعامل مع الآخرين بذكاء لا أحد يعلّمهم كيف يواجهون الفشل كيف يتعاملون مع النقد كيف يبنون علاقات صحية كيف يحمون أنفسهم من المخاطر الحياة أكثر تعقيدا من مجرد حفظ المعادلات والنصوص نحن بحاجة إلى تعليم يعادل تحديات العصر .

التفكير النقدي مفقود والابتكار غائب والجرأة معدومة الطلاب يخافون السؤال ويخشون الخطأ لأن النظام يعاقب المختلف ويقدس الإجابة النموذجية كيف نريد إنتاج مفكرين وعلماء وقادة ونحن نربيهم على الخوف والتبعية التعليم يجب أن يكون عملية تحرير للعقل لا قتلا للإبداع .

المهارات الحياتية أساسية لكنها غائبة تماما عن مناهجنا لا أحد يعلّم الطلاب كيف يديرون وقتهم كيف يتخذون القرارات كيف يحلون المشكلات كيف يتعاملون مع الضغوط كيف يخططون لمستقبلهم نحن نتركهم يواجهون الحياة بلا أدوات ثم نتساءل لماذا يفشلون .

حان الوقت لإعادة هيكلة التعليم من جذوره نحتاج إلى ثورة تعليمية تعيد الاعتبار للإنسان تعلمه كيف يفكر كيف يشعر كيف يعيش كيف يصنع مستقبلا لا أن يكون مجرد وعاء للمعلومات يجب أن ننتقل من ثقافة الحفظ إلى ثقافة الفهم من التلقين إلى الإبداع من الخوف إلى الثقة .

الأجيال القادمة تستحق تعليما أفضل تعليما يبني الشخصية يقوي العزيمة ينمي المهارات يطلق الطاقات التعليم ليس هدفه الشهادة بل إعداد الإنسان للحياة بكل تحدياتها آن الأوان لوقف هذا الجرح النازف في جسد الأمة آن الأوان لإنقاذ مستقبلنا من الضياع