المسؤولية الاجتماعية للحكومة والمؤسسات
أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
05-07-2025 03:29 PM
سيناريو اضعاف و تفتيت الدول اصبح واضحا. تيارات و احزاب و اعلام موجة يسمم المزاج العام و يؤلب الشعب بالذات جيل الشباب ضد مؤسساته وبلده يساهم في ذلك بعض المسؤولين الذين يفتحون الباب لهؤلاء من خلال الفشل الاداري و الفوقية مع الشعب، يليه حدث او احداث بسيطة تسهل لمضاهرات و تجمعات يركز الاعلام الموجه على حمايتها تحت مصطلح الحرية الفردية و تعززها خطاب المظلومية و التخوين و الاشاعة من تيارات مختلفة، يليها استخدام اي جهة خارجية طامعة لاستغلال الفوضى و حالة اللايقين للتغلغل داخل المجتمع او استحداث مشاريع في اطراف تلك الدولة لم تكن ليسمح بحدوثها لو كانت الدولة متماسكة و الشعب ملتف حول قيادته و مؤسساته.
هذا السيناريو يتكرر منذ ما سمي الربيع العربي و نحتاج دراسته بعمق لمواجهته لاننا قد نكون المستهدف يوما بعد ان نجونا في المرة الماضية.
ما نراه اليوم اعادة هندسة للعالم بحيث يبقى تحت السيطرة الامريكية بعد ان تسببت سياسات سابقة بفقدان الثقة بالحليف الامريكي و التوجة شرقا نحو الصين و روسيا.
يبدو ان الشرق الاوسط ما زال على صفيح ساخن في اعادة الهندسة لتحقيق أهداف امريكية باحتواء ايران و اهداف اسرائيليه او لنكن اكثر تحديدا مجموعة نتينياهو و اليمين بتسريع وتيرة يهودية الدولة و التهجير و التوسع.
قد يستدعي ما سبق اعادة تقسيم لبنان برأيي و اعطاء تركيا ممر أذربيجان من ارمينيا.
ما يهمنا الاردن لذلك برأيي لا بد ان نمنع السيناريو السابق من الحدوث و ذلك من خلال اجراءات مثل:
1. ان لا ننجر لاي مواجهة مع قوة خارجية تحت ستار العواطف او المزاج الشعبي لانها ستكون مدمرة.
2. ان لا نتردد في المواجهة مع اي قوة خارجية اذا اجتازت خطوطنا الحمراء لان ما حدث يعلمنا ان من انتظر خسر.
3. بناء جسور بين المؤسسات و الشعب خصوصا جيل الشباب من خلال قدوات اجتماعية مقنعة و فاعلة.
4. التخلص من الأعباء الزائدة في الحكومات و المؤسسات الاخرى من المسؤولين الذين لا يدركون الحاجة للتواصل و الاقناع و ليس الاستفزاز و الفوقية
5. ايجاد مبادرات و افكار من خارج الصندوق لاعادة الامل للشباب و هي موجودة و كثيرة ان وجدت الارادة السياسية لذلك.
6. تحديد سقف التيارات و الاحزاب ضمن مصلحة الدولة و توجهاتها
7. اعادة التواصل مع النخب المؤثرة التي تم تهميشها لفترات طويلة من المسؤلين خصوصا النخب الاكاديمية التي لا يوجد لها تقريبا اي وجود في مؤسسات الدولة التشريعية و التنفيذية الا بالنذر اليسير و ليس من الفاعلين.
8. ضبط المشهد الاعلامي فالكثير من الاخبار و التقارير تركز على قضايا عادية بسيطة و تضعها تحت المجهر و تزيد في تسميم المزاج العام.
9. الاستجابة المبكرة لاي حدث خلافي او يظهر انه خلافي بسردية حكومية وطنية مقنعة فالكثير من القرارات الحكومية التي تعتبر جيدة يضيع تأثيرها الايجابي لغياب السردية التي تسعى لاقناع الجمهور و تعزيز التفاف الشعب حول مؤسساته
10. التركيز على الخطاب الذي يعزز الوحدة الوطنية و رفض اي خطاب بهويات فرعية ضيقة