الحاجة لوزارة دولة للتواصل المجتمعي
أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
12-07-2025 10:14 PM
لو قيض لي النصيحة في التركيبة الحكومية الحالية لاقترحت وجود وزارة دولة لشؤون التواصل المجتمعي لتكون الجسر لشرح السردية الحكومية و بناء حشد خلف القرارات الحكومية و مواجهة السرديات المشوهة من تيارات و جهات موجهة تسعى لافساد المزاج العام و زعزعة ثقة المواطن بمؤسساته و قيادته و وطنه.
قد يبدو الطرح خارج الصندوق و لكن برأيي نحن في منطقة من العالم بثقافة اجتماعية و إرث تاريخي و محيط غير مستقر يستدعي العمل على الجبهة الداخلية لتوعيتها و تعزيزها و الحفاظ عليها و قد يكون ذلك مساويا بالأهمية للاتصال و التواصل الخارجي.
اصبح جليا ان هنالك تيارات عقائدية و جهات منظمة من الخارج موجهة لتسميم المزاج الشعبي و تشويه الانجازات الوطنية و تشكيك المواطن بقيادته و مؤسساته و هذه تحتاج لمواجهة ثقافية اعلامية تخاطب الجماهير بلغتها و منطقها بسردية وطنية استباقية حتى لا تترك الفراغ لمن يستهدف البلد و مؤسساته و قيادته.
هنالك الكثير من القرارات الحكومية و الرسمية الايجابية بعضها تظهر نتائجها مباشرة و الاخرى قد تحتاج اسابيع او اشهر او حتى سنوات لتؤتي اكلها لكن لغياب تواصل مباشر مهني مبني على أسس علمية بين المؤسسات و الجماهير يتم تشويهها و التركيز على جملة هنا او تأثير هناك او اخراجها من سياقها فلا تعطي الاثر الايجابي المقبول المتوقع منها.
هذه الوزارة ان وجدت لا بد ان تتواصل مع قطاعات ثلاثة اساسية؛ الشباب من خلال وسائل التواصل الاجتماعي و الصورة و الشعار و العنوان و مع باقي الجماهير من خلال سلسلة اجتماعات و لقاءات مباشرة تجوب المحافظات و الريف و البوادي و المخيمات و كذلك ان تتواصل مع النخب المؤثرة اجتماعيا مثل القطاع الاكاديمي.
اما الاهداف التي تخدمها فهي ان تكون عونا لسيد البلاد و سمو ولي عهده و ايصال الرسائل الحكومية و الرسمية بصورة و لغة متواضعة تخاطب العقل الباطن للجماهير و اما الهدف الثالث فهي ارسال رسالة للمواطنين ان رايكم و همومكم من رسالة الحكومة ان تستمع لها مباشرة و تهتم بها.
لا بد ان نعترف ان هنالك تحولا اجتماعيا حدث في السنوات الاخيرة على المستوى الثقافي و الاجتماعي فرضته الظروف المحيطة و الاحوال المعيشية و حرب غزة و هذه تستدعي افكار من خارج الصندوق لجسر الثقة بين المواطن و المؤسسات و الى سردية تعزز الوحدة الوطنية و تجمع المواطنين خلف السياسات و القرارات فما يطلع عليه المسؤول من معلومات و اخطار ليست متوفرة للمواطن و التيارات و الجهات المعادية تستغل الثغرات لتسيء للوطن و مؤسساته و دورنا ان نبني سرديتنا و نوصلها للمواطن و نعزز اللحمة الداخلية و نحشد الرأي العام خلف قيادتنا الهاشمية و مؤسساتنا الوطنية.
كذلك ما المانع ان يكون في هذه الوزارة رقم واتس موحد للشباب لعرض مشاكلهم التي تواجههم ليشعر الشباب ان هنالك من يهتم بهم و بمشاكلهم حتى لو كانت بسيطة في نظر غيرهم.