الملك عبد الله الثاني .. ودعم الحق التاريخي للفلسطينيين
أ.د. مصطفى محمد عيروط
30-07-2025 01:08 PM
كرّس جلالة الملك عبد الله الثاني، منذ توليه سلطاته الدستورية عام 1999، جهوده ليصبح جلالته صوت فلسطين في المحافل الدولية، مدافعًا عن قيام دولة فلسطينية ذات سيادة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. فالاعتراف بالدولة الفلسطينية مهم لأنه يكرّس العدالة الدولية، ويضع حدًا لظلم تاريخي امتد لأكثر من سبعة عقود حُرم خلالها الفلسطينيون من حقوقهم الوطنية. ولأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يحقق الاستقرار الإقليمي، ولأنه لا يمكن لأي اتفاق سلام أن يكون دائمًا دون قيام دولة فلسطينية ذات سيادة، فإن دعم حل الدولتين هو حجر الأساس لهذا الحل الذي توافقت عليه أغلب دول العالم. وإنهاء الاحتلال؛ لأن الاعتراف بدولة فلسطينية ذات سيادة يُعد خطوة دولية ضد استمرار الاحتلال ومصادرة الأراضي، ويعزز الاعتراف بوجود صوت الشعب الفلسطيني في الأمم المتحدة، ويعزز قدرة فلسطين على مخاطبة العالم بصفتها دولة لا مجرد قضية.
فمنذ تسلم جلالة الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية، جعل جلالته القضية الفلسطينية أولوية أردنية وعربية في كل خطاباته ولقاءاته: أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الكونغرس الأمريكي، الاتحاد الأوروبي، القمم العربية والإسلامية، المؤتمرات الدولية الخاصة بالسلام، ولقاءاته.
وجلالة سيدنا يتحدث دائمًا بأنه لا أمن ولا استقرار في المنطقة دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، مؤكدًا التزام الأردن التاريخي بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
ففي عام 2023 مثلًا، قاد جلالة الملك جهودًا واسعة لحث الدول الأوروبية على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وشارك في اجتماعات مع قادة فرنسا وألمانيا وإسبانيا والنرويج التي اتجهت للاعتراف رسميًا بالدولة الفلسطينية. وأكد جلالته في كافة اجتماعاته ولقاءاته بأن الاعتراف لا يعني معاداة أحد، بل هو وقوف إلى جانب الحق والشرعية الدولية.
والموقف الأردني بقيادة جلالة الملك ثابت لا يتغير، فيرفض الأردن جميع محاولات تهويد القدس، ويدعو دائمًا إلى مفاوضات جادة تنهي الاحتلال، وينسق بشكل دائم مع الدول العربية والإسلامية لإبقاء فلسطين في صدارة الأجندة الدولية، ويقف بحزم مطلق أمام كل محاولات تصفية القضية الفلسطينية وما يعرف بالحلول البديلة.
والاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس مجاملة، بل هو تصحيح لمسار العدالة الدولية.
وجلالة سيدنا الملك عبد الله الثاني، بما يحمل من شرعية تاريخية ودور محوري في المنطقة، أثبت للعالم أنه صوت الحكمة والعدل والمدافع الأول عن فلسطين. والأردن بقيادتنا الهاشمية دائمًا مع فلسطين، وكل شبر في فلسطين يعرف الأردن وجيشنا العربي المصطفوي وما قدم ويقدم الأردن وضحّى ويضحي من أجل فلسطين والقدس. فالاعتراف بفلسطين ليس قرارًا سياسيًا فقط، بل شهادة على أن العالم لا يزال فيه من يقف مع الحق.
وحديث جلالة الملك يقنع العالم: "لا يمكن أن يكون هناك سلام دائم وشامل دون قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
جهود جلالة الملك عبد الله الثاني من أجل فلسطين والقدس وغزة تحتاج منا جميعًا إلى إعلام مهني وطني، وإلى تدريس وتعليم فعال عنها في الجامعات والمدارس. والأردن بقيادة جلالة الملك دائمًا مع إخوته والأهل في فلسطين، في القدس والضفة الغربية وغزة هاشم.
فليشهد التاريخ بأن الأردن شعبًا وقيادة، بقيادتنا الهاشمية التاريخية، دائمًا وأبدًا مع فلسطين عملًا وقولًا.
حمى الله الأردن وطنًا وشعبًا وجيشًا وأجهزة أمنية بقيادة جلالة سيدنا الملك عبد الله الثاني المعظم، وحمى الله سمو الأمير الحسين ولي العهد الأمين.