فلماذا تريدون هدم البيت، وقد فتح أبوابه يوم أغلقها غيره؟
لماذا تمتدّ أيديكم إلى السقف الذي ظلّلكم؟
لماذا تنكّسون القبلة، وأنتم أوّل من صلّى فيها؟
أيُّ غدرٍ هذا الذي يلبس رداء النجاة؟
أقدّستم القليس، وقلتم: هذا أولى بالحج؟
حرّفتم القبلة، وأدرتم الظهر للبيت،
ثم رفعتم لافتة الدين، كأنها كفّارة لنية الخراب!
يا جماعة الأشرم، أما علمتم أن للبيت ربًّا يحميه؟
وأنّ أهله، لا يبدّلون ولا يخونون؟
لله درّ المهاجرين،
أولئك الذين عرفوا قدر النعمة،
ما خانوا، ولا ساوموا، ولا مدّوا الرماح ليهدموا ما احتموا به.
قليلٌ منهم...
باع الشكر في سوق الزيف،
وحاول أن يجرّ الفيل من أذنه،
ظنًّا منه أن الدار لن تصرخ.
ولا السقيفة نجحت،
ولا خديعة الخوف مشت علينا.
من بايع على حساب البيت خسر البركة،
ومن رقص تحت ظلّ التهويل... خاب.
وأما محمود الفيل،
فقد عصى هاديه، وأدار غربًا،
وأنتم... ما زلتم تدفعونه، وتقولون له: أحسنت!
أيُّ أحسنت؟
وهل يُحمى البيت بالخيبة؟
وهل كعبة المظلومين تُدار عنها الوجوه؟
يا قوم،
هذه البلاد قبلةٌ ما تبدّلت،
وإن ضاقت، فهي لا تضيق صدورًا،
وإن تعبت، فهي لا تغدر.
لكن...
من أراد أن يجعل القليس حجًّا،
ويجرّ الفيل ليكسر الباب،
ويُقيم سقيفةً على أعمدة الحقد،
فليعلم أن ربّ البيت ما غفل،
وأن الحجارة التي نزلت على جيش الأشرم... لم تُستنفد بعد.
البيت قائم،
وربّه لا ينام،
وآل البيت قائمون فيه.
ومن خانه بعد أن احتمى به...
فإنها لا تعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب.
-الفيل= الشعب.
-البيت =الاردن.
-القليس = رمز لاي شأن غير اردني.
-ابرهة الاشرم وجيشه = الاشارم = وهم الاخوان.
-السقيفة بعض المتامرين من الاردنين الانصار.