facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أيتام المناصب الوطنية


أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
27-08-2025 02:23 AM

بعد تصريحات أراني أقف مراجعة ذاتية و أنا الذي لم تشفع لي حملي لدرجة بروفيسور و اثنين دكتوراه و طرحت نفسي في الانتخابات الماضية تحت برنامج الولاء و الانتماء بطريقة واعية قادرة على الحوار ثقافيا باللغتين العربية و الانجليزية دفاعا عن وطني و قيادتي و بحلول لقضايا اجتماعية و شبابية خارج الصندوق قابلة للتطبيق و مبنية على دراسات علمية. كل ذلك لم يشفع لي لأخذ فرصتي.

ذلك يعزز عندي انني كأكاديمي حتى لو تميزت علميا و ثقافيا و بنيت عمق اجتماعي و انشأت نموذجي على القناعة بوطني و بقيادتي الهاشمية التي هي حاضر و مستقبل الاردن فكل ذلك لا يكفي لان آخذ فرصة في وطني الذي تتجلي لي يوما بعد يوم بعد ما يتسرب من تصريحات مسؤولين سابقين ان مناصبه العليا حصرا على مجموعة لا اعرف ما هي مواصفاتها و بالتاكيد ليست المؤهلات العلمية و الثقافية فانا احمل شهادات من جامعة حاصلة على جائزة نوبل و مؤلف في الادب و الثقافة و الفلسفة.

يبدو انني خدعت كما الكثير غيري من المبدعين و المتميزين علميا و ثقافيا و اجتماعيا و المؤمنين بوطنهم و قيادتهم عن فهم عميق لتاريخ الاردن و حاضره و مستقبله و اعتقدنا ان هذا هو الطريق ليكون لنا فرصة داخل وطننا في نوادي اصحاب السعادة و المعالي.

الأنكى من ذلك انني لفترة قريبة اطرح من منطلق وطني افكار و مشاريع في استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي و حل مشاكل الشباب و افكار و مشاريع لتأطير الهوية الوطنية القائمة على الرسالة الهاشمية لتكون سدا ثقافيا في وجه الافكار و التيارات الدخيلة، وها انا اليوم أقف كمن تزاح غشاوة عن عينيه ليرى ان ما سبق لا يعني ان تخرج من نادي ايتام المناصب القيادية و جيل طابق الميزانين غير المحدد هل ينتمي للطابق الاول ام الطابق الثاني؟!.

تاريخ الاردن لم يكن هكذا و كان للمجتهد نصيب ولولا ذلك ما كان اول رغيف خبز قدمته الاردن من شرق المفرق للبشرية ولولا ذلك ما كان اول استيطان بشري يحمل بذرة الحضارة من خلال فنون تماثيل عين غزال و لولا ذلك ما كان اول سد بشري للماء هو سد جاوا، ولولا ذلك ما كان او نشوء للخط العربي في الاردن ولولا ذلك ما نشأت اول حضارة عربية في البترا و لولا ذلك ما نشأت الاردن بشكلها الحديث لتكون من اقدم الدول بعد معاهدة وستفاليا و لتتزامن نشأتها مع دول مثل تركيا و فقط 40 عاما بعد دول مثل المانيا بشكلها الحالي.

لقد اعتمد الهاشميون منذ تأسيس الاردن الكفاءة و المؤهلات و حب الوطن و العمل على تنميته و بناءه اساسا لمن يريد ان يصعد في السلم الوطني، فما الذي تغير في السنوات الاخيرة ليصل امثالي من المتميزين و المبدعين ليكونوا في نادي التهميش و الاقصاء و ما هي المعايير الجديدة التي اسسها القائمون في الحكومات لنعرفها فانا و امثالي ما زلنا على قناعة ان جلالة سيدنا لو اطلع على هذه المعايير الجديدة لأعادها الى سويتها بان يكون التميز العلمي و الادبي و الثقافي و العمق الاجتماعي و الولاء و الانتماء الصادق هو المعيار. طبعا انا لا اشكك بولاء او انتماء الاخرين و لكن أليس من حق الجميع ان يحلم و يسعى لتحقيق احلامه ما دام ان يمتلك المقومات؟!.

يبدو لي ان امثالي علينا ان نصمت و نوجه طاقتنا الى مجالات اخرى محتفظين بقناعتنا ان طريق النمو و التطوير تحتاج قراءة الحاضر و المستقبل بطريقة علمية سواءا كنا نتحدث عن جيل الشباب الذي برأينا تكمن حلوله في اعدادة لمتطلبات الأسواق الصاعدة القائمة على الجودة و اللغة الانجليزية و الذكاء الاصطناعي او كنا نتحدث عن حماية الوطن ثقافيا بهوية قائمة على الحوار و قبول الاخر و نبذ العنف و تعزيز العمل و الانضباط او كنا نتحدث عن الامن الصحي بتعزيز القطاعات التي على تماس مباشر مع المواطن مثل طوارئ القلب و الحوادث و طوارئ الاطفال و انشاء العيادات الافتراضية و المعززة بالذكاء الاصطناعي او التعليم القائم على التفكير النقدي و استعمال الذكاء الاصطناعي لتخصيص المادة التعليمية وفق القدرات الفردية و تطور الفرد معرفيا و إدراكًيا. على امثالي من المفكرين و المبدعين الكف عن طرح الافكار على صناع القرار بالحكومة بالحاجة لبناء سردية تجمع سند اجتماعي شعبي حولها سواءا من خلال وزارة للاتصال الحكومي الشعبي او صناعة صورة انطباعية تعزز الثقة بين المواطن و المؤسسات لتكون سدا في وجه التيارات الموجهة التي تسعى لافساد المزاج العام و التلاعب على عواطف الجمهور و صعوباته المعيشية لتضرب الروابط بين المواطن و قيادته و مؤسساته.

علي انا و امثالي الكف عن كل ما سبق و الانكفاء على ذاتنا تاركين المسرح لهؤلاء المسؤولين السابقين و من سيقدمونه من ابناءهم و احبابهم من ناديهم المغلق على تلك الصفوة وفق رؤيتهم.

انسحب كما انسحب غيري محتفظين بقناعتنا ان هذا الاردن سيبقى راسخاً كجبال رم وستبقى قيادته الهاشمية هي ضمانة استقراره حاضرا و مستقبلا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :