facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




آلام الرقبة المزمنة


أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
30-08-2025 11:22 PM

آلام الرقبة تتزايد نتيجة العمل المكتبي و استخدام الحواسيب و التلفونات الذكية و ألعاب الشباب كالبلاي ستيشن و بالتأكيد ان هذه جزء من تطور العصر و بالتالي لا يمكن الاستغناء عنها لذلك لا بد من التعمق في الاسباب و من ثم آليات الوقاية القابلة للتطبيق (و ليس الاستغناء عما سبق) و طرق علاج الام الرقبة و اعراضها بالتداخل المحدود الذي يحسن الاعراض دون مضاعفات.

لفهم الية حدوث الم الرقبة اوضح ان هنالك مجموعتين من العضلات الاولى لتحريك الرقبة و الثانية عميقة لدعم وضعية الرقبة و توازنها ففي مرحلة الجنين تأخذ الرقبة شكل حرف سي للخلف و مع النمو تحافظ العضلات العميقة على شكل سي بالمقلوب كجزء من التوازن و توزيع الحمل. عندما توضع الرقبة في وضعيات غير سليمة و بشكل متكرر فان هذه العضلات العميقة تبدأ بالارهاق و الضعف مما يؤدي لان تاخذ الرقبة شكل الالف بالعربية مع نقل مهمة دعم الرقبة الى عضلات الحركة و التي تبدأ بالتشنج المتكرر و ما يصاحبه من الم و دوار و صداع و نتيجة ارتباط هذه العضلات بعضلات لوح الكتف و الكتف تتطور مع الوقت لتعطي صعوبة في حركة الكتف و الم اللوح او ما يدعى بالوثاب و مرد ذلك كله ضعف العضلات العميقة و نقل الاحمال الى مفاصل الرقبة و عضلات الحركة.

تتميز عضلات الرقبة و عصيبات المفاصل و جذور الاعصاب فيها بارتباطها باعصاب الدماغ خصوصا العصب الخامس (نواته الحسية في اعلى النخاع الشوكي العنقي) و العصب الحادي عشر الذي يغذي عضلتين مهمتين في الرقبة لذلك قد يصاحب الام الرقبة امتداد الالم الى الوجة و الرأس و الاذن و كذلك تغير في المزاج و صعوبة في النوم و برأيي (خبرة طبية شخصية) ان جزء من التوتر و اعراضه مرتبط بهذه العضلات و قد يكون علاجها خطوة مهمة في علاج التوتر و التفكير الزائد.

لذلك يمكن ان نقسم الام الرقبة الى نوعين رئيسين الاول هو الالم المتكرر المزمن المصحوب بالشد العضلي الذي يمتد احيانا للوثاب و الكتف و الوجه و الراس و الاذن و يصاحبه احيانا اعراض المزاج السئ و صعوبة النوم و النوع الثاني الناتج عن حدوث دسك ضاغط يتركز فيه الالم في الذراع و الاصابع مع تنمل و خدر و شعور بالتمزق.

كما ذكرت في المقال السابق لالم الظهر ينطبق على الرقبة ايضا بحيث قد تتشابه صور الرنين بين النوعين و لكن ربط الصور المرضية و الفحص السريري بالموجود في الرنين يقود الية التشخيص و طريقة العلاج الانسب.

في حين ان علاج النوع الثاني الاقل شيوعا تتدرج من المسكنات الى الحقن و من ثم العملية فإن النوع الاول الاكثر شيوعا و المتزايد يحتاج لبرنامج اطول قليلا فيه جزء على الطبيب و جزء على المريض.

طرق الوقاية من النوع الاول قليلا ما تكون فعالة (الا اذا حدث تغيير في العمل او طبيعة الحياة و هذا لا اجده في الغالب قابل للتطبيق عمليا) و لكن اذكرها و هي تخفيف التوتر و التفكير الزائد (لتخفيف الشد العضلي) و قسط افضل من النوم و التحرك المنتظم للرقبة على فترات خلال العمل و يضاف لذلك تدريب العضلات في الجم و قد يكون اهم تمرين هو المشي المنتظم بالاضافة للعناية بمستوى فيتامين دال و بي و المغنيسيوم.

اما العلاج فإنه يوجه الى جذر المشكلة و هو ضعف العضلات العميقة و الالتهاب حول الشعيرات العصبية لمفاصل الرقبة.

كي هذه الشعيرات بالتردد الحراري تحت التخدير الموضعي او التنويم الخفيف (حسب تفضيل المريض) تحت التصوير الشعاعي (للدقة) يمثل الحل الامثل خصوصا ان احتمال المضاعفات تقريبا غير موجود و هذا الكي يعطي المريض تقريبا ستة شهور يقوم خلالها بتقوية العضلات العميقة مع العلاج الطبيعي. اجراء الكي يمكن تكراره دون مضاعفات و يعتبر من الحلول الفعالة لمن على رأس عمله و لكنه يحتاج إلتزام المريض ببعض التعليمات.

الخيار الثاني و الذي يعطي ديمومة في التحسن لسنوات و الاغلب نهائي هو الديتراكس و هو عملية بسيطة يومية تهدف لوضع حافظ في المفصل يلغي الحاجة للعضلات العميقة. لكن هذا الاجراء رغم انتشاره في الولايات المتحدة و تغطيته من قبل التأمين هناك لم يأخذ حقه في منطقتنا نتيجة ارتفاع سعر الكت (ما زال يصنع فقط في امريكا) و تردد شركات التأمين في تغطيته في وجود بدائل ارخص. كوني كنت اول من ادخل الديتراكس لمنطقتنا فإنني اقول بثقة انه افضل منتج للرقبة و عندي عشرات من المرضى الذين ما زالوا بلا الام مهمه لما يزيد عن عشر سنوات لكن يبقى ان تكلفته لم تتغير و لم يأتي بديل له خلال هذه السنوات.

يبقى هنالك خيار العمليات المفتوحة و التي اصبحت الحاجة لها لهذا النوع من الالم اقل و تشمل العملية من الامام (تستهدف الدسك) او من الخلف تستهدف توسيع القناة و تثبيت الفقرات و لكن الحاجة لهذه العمليات اصبحت محدودة جدا و لحالات محددة يغلب عليها ان المريض اهمل علاج المشكلة و تركها تتراكم لسنوات.

ملخص المقال ان النوع الاول من الالم هو الاكثر شيوعا و في تزايد و يظهر على شكل الم متكرر في الرقبة يصاحبه احيانا صداع او وثاب او صعوبة في تحريك الكتف و احيانا تغير في المزاج و صعوبة في النوم. البدء بعلاج هذا النوع من الالم مبكرا باجراءات تستهدف جذر المشكلة يمنع التغيرات التي تتراكم لتحتاج عملية مفتوحة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :