في مشهد إعلامي متسارع تزاحمه المنصات والوسائل، تبقى التجارب الرصينة التي تنطلق من رسوخ الفكرة وصدق الرسالة الأكثر حضورًا وتأثيرًا. ومن بين النماذج الأردنية البارزة، يبرز اسم إذاعة نون و موقع عمون الإخباري، كمنصتين جمعتا بين القرب من الناس والسبق الصحفي، لتشكلا علامة فارقة في المشهد الإعلامي المحلي والإقليمي.

استطاعت إذاعة نون أن تحجز مكانتها في الساحة الإعلامية الأردنية بفضل برامجها المتنوعة التي تلامس قضايا المواطن، وتفتح المجال أمام الحوار والتفاعل. فهي ليست مجرد محطة إذاعية، بل منبر يعكس نبض الشارع ويترجم اهتماماته، مما جعلها محطة يومية يلتفت إليها المستمع بحثًا عن الخبر والمعلومة والرأي المسؤول.

أما موقع عمون الإخباري، فقد رسخ مكانته كأحد أبرز المواقع الأردنية والعربية التي منحت الخبر الإلكتروني موثوقية ورصانة. فقد كان السبّاق في نقل الأحداث بسرعة وموضوعية، جامعًا بين المصداقية والجرأة، ليصبح مرجعًا إخباريًا يتابعه القارئ في الداخل والخارج. لقد أسهم "عمون" في تعزيز ثقافة الإعلام الإلكتروني، وفي تطوير مفهوم الخبر التفاعلي الذي يواكب متطلبات العصر.

يقف خلف هذا النجاح الإعلامي رجلٌ آمن برسالة الكلمة، وكرّس خبرته لخدمة المهنة والوطن. الإعلامي سمير الحياري جسّد نموذجًا في الإدارة والقيادة الإعلامية، فاستطاع أن يمنح إذاعة نون وعمون بُعدًا وطنيًا ومهنيًا، قائمًا على التوازن والموضوعية، ومكرسًا القيم التي يحتاجها الإعلام الحر والمسؤول.

إن الحديث عن إذاعة نون وموقع عمون هو حديث عن تجربة إعلامية رائدة جمعت بين الصوت القريب من الناس والمنصة الرقمية المؤثرة. وهو أيضًا شهادة على أن الإعلام الأردني قادر على صناعة التأثير الإيجابي حين يقوده أصحاب الرؤية والإيمان بالرسالة، كما هو الحال مع الأستاذ سمير الحياري الذي قدّم نموذجًا يُحتذى به في العمل الإعلامي المعاصر.

إلى الأمام وكالة عمون، إلى الأمام إذاعة نون، وعقبال أن نرى "تلفزيون نون" على البث الفضائي، ليكتمل المشهد وتتعزز الريادة الإعلامية الأردنية بمنابر جديدة تواصل مسيرة العطاء والتأثير.