نستعد للحرب نعمل للسلام
أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
15-09-2025 04:36 PM
الاردن اليوم هي صوت الحكمة في منطقة اختلت فيها الموازين و تاهت فيها البوصلة. قيادتها الهاشمية لا تطلب الرضا من القوى الاخرى و لكن تفرض احترامها بالشجاعة و الموقف الواضح المستند على ارث اربعة عشر قرنا من اعلاء الاخلاق و الحوار و قبول الاخر و الالتزام بالعهود و المواثيق الدولية و الانسانية. لذلك نفخر جميعا بان نكون عونا و سندا لوطننا و قيادتنا.
لكننا في مرحلة يحدث فيها الكثير و لا بد ان نكون مستعدين للحرب ان فرضت علينا في نفس الوقت الذي نعمل فيه من اجل احلال السلام في المنطقة.
لنتخيل السيناريو الاتي: مجموعة موجهة من داخل الاردن تطلق عملية ما ضد اسرائيل فيقوم الاخر بقصف الاردن فماذا نحن فاعلون عندها. لنتذكر ان الكثير من الجهات و التيارات السياسية تحاول جر الاردن لصراع او احداث فوضى لاهداف متعددة تلتقي مع اهداف العدو الذي هو ايظا يحاول دائما تجاوز او دفع الخطوط الحمراء لفحص رد الفعل.
موقف الاردن الواضح المنسجم مع لاءات سيد البلاد سيسبب ازعاجا ليس فقط لاسرائيل بل ايضا لتيارات يمين و يسار و تيارات نفس طائفي كانت تتمنى ان تحدث فوضى في الاردن لتتسرب و تعبث بساحتها لكن حكمة القيادة الاردنية فوتت عليهم ذلك. كون المشاريع و الاوهام لا ترحل او تختفي فيجب ان نتوقع محاولات لافساد المزاج العام او هز الثقة بين القيادة و الشعب او بين مكونات الشعب لذلك اجد اننا جميعا مسؤولين ان نعمل على تعزيز اللحمة الداخلية و الثقة بين المواطنين و المؤسسات و هذه مسؤولية كل فرد فينا فسيادة الأردن و استقراره يتقدم على اي اختلافات في الرأي او مصالح فردية.
يجب ان نتوقع هجمات موجهة اعلامية لزعزعة الاستقرار الاردني و لكننا سنكون لها أفرادا و مؤسسات واثقين بحكمة و بعد نظر قيادتنا التي أثبتت الايام انها جنبت الاردن المخاطر و دعمت الاشقاء بالفعل و ليس بالشعارات.
رسالة الوعي الاردنية قائمة على الحوار و نبذ العنف و قبول الآخر و اعطاء الحقوق لاصحابها و إعلاء القيم الانسانية و العمل لتطوير بلدنا و الحفاظ على سيادته و امنه و استقراره و هذه الرسالة يشترك فيها الشعب مع القيادة الهاشمية مع المؤسسات الوطنية.
لكن اذا تعرض الاردن الى اعتداء من اي عدو مهما كانت قوته او مبرراته فيجب ان نقف صفا واحدا صلبا خلف جيشنا و مؤسساتنا و قيادتنا لا نزاود عليهم بالرد المطلوب و لا نتردد في الاستجابة لهم. القيادة السياسية و العسكرية و الأمنية هي فقط القادرة على تقدير المواقف و الظروف و هي مفوضة من الشعب في اتخاذ الموقف الذي تراه مناسبا دون ضغوط شعبية و شعبوية. يجب ان نكون جميعا عونا لهم و ليس حملا اضافيا فثقتنا بهم بلا سقف و نحن معهم بلا شروط.
حمى الله الاردن و قيادته الهاشمية و جيشه البطل و مؤسساته الوطنية