يبدو أن الاحتلال يواجه لعنة العقد الثامن من عزلة سياسية ،وحصار دبلوماسي، وتراجع مكانتة دولية، ورغم أن الطريق مازال طويلاً أمام الفلسطينيين ،فإن المؤشرات تؤكد أن الزمن لم يعد يعمل لصالح إسرائيل ،وأصبحت عبئًا ضعفها وتصدع صورتها أمام العالم.

ومن أهم هذه التغيرات هو اعتراف 12 دولة متتالية بدولة فلسطين رسميآ،وهذا يمثل صفعة سياسية ودبلوماسية لإسرائيل، ويدعم الفلسطينيين قانونيًا في المحافل الدولية ،وهذا المسار لايقتصر على الاعتراف فقط ،وبل يمهد لتحركات في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.

إلى جانب ذلك ،بدأت بعض الدول تفرض حظرًا على بيع السلاح لإسرائيل ،بعدأن كانت طوال عقود أحد أكبر المستفدين من صفقات التسليح الغربية،وهذا التحول يعني أن آلة الحرب الإسرائيلية لم تعد مضمونة الاستمرارية أن العالم بدأ ينظر إليها كخطر على الاستقرار الإقليمي والدولي ،ولاكحليف استراتيجي.

ونظرآ هذا التحول في الرأي العام العالمي ، ممثلو إسرائيل تعرضو للاحتقار في المحافل الدولية، فإن ذلك يمثل لحظة فارقة، فالعزلة التي تتعرض لها تل أبيب مجرد نتأئج لردات فعل عاطفية ،بل هى تعبير عن عدم الرضا العالمي عن سياسات التخويف والقمع ،فعندما ينسحب المندوبون من القاعات ،فإن ذلك يحمل رسالة مبطنة بأن السلوك العدواني لاينبغي أن يكون له مكان في عالم يسعى لتحقيق العدالة والسلام.

والاحتقار العلني ،في كل منبر ،هو السلاح الذي يخلدعزلتها ،ويؤكد أن سقوطها السياسي والعسكري ،وما يُسجل اليوم في ذاكرة الشعوب ليس خطبًاولابيانات ،بل صور ٌ تفضحها ،ومقاعد فارغة ،وجماهير تزدريها،وبصقة تحرق كبرياءها أكثر من أي هزيمة عسكرية.