أعلن مكتب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنه لم يحضر مؤتمر أو احتفالية "شرم الشيخ" بشأن غزة. ويبدو أن عدم حضوره يعود لأسباب عدة منها:

أولاً: كون إسرائيل منبوذة بسبب جرائمها في غزة، فلا يريد نتنياهو أن يتعرض لنفس الموقف المهين، الذي تعرض له في الأمم المتحدة، حين انسحب مندوبو الدول وبقيت القاعة شبه خالية، حين ألقى كلمته. وهو لا يريد أن يتكرر مشهد انسحاب الزعماء من القاعة لدى دخوله، أو أن لا يقبل أحد بمصافحته مثلاً. فهو يتجنب التعرض لمزيد من الإذلال.

ثانياً: عدم وجود مواضيع للبحث بينه وبين الزعماء. ثم حتى لو رحبوا به، فما المواضيع التي سيناقشونها معه؟ العلاقات الثنائية المتدهورة؟ أم الوضع في الشرق الأوسط؟ أم إعتراف تلك الدول بدولة فلسطين؟ أم أن الزعماء يريدون الاطمئنان منه عن سير محاكمات الفساد التي تنتظره؟ ومناقشة إحتمالات دخوله السجن؟ أم يستفسرون منه أيهما يُفضل: أن يدخل السجن في "لاهاي" أم في إسرائيل؟

ثالثاً: ربما هناك سبب أمني وهو أن نتنياهو ربما يخشى التعرض للاعتقال لتسليمه الى محكمة العدل الدولية. فهو لا يأمن جانب أيٍ كان، بما في ذلك ترامب نفسه.

رابعاً: هناك سبب مهم وهو حصول توترات وخلافات، خلال حرب غزة، بين مصر وإسرائيل، من بينها حشد القوات المصرية في سيناء، في مخالفة لبنود اتفاقية كامب ديفيد. والأمور ما زالت عالقة بين الجانبين، ولم يتم تسويتها بعد، بسبب انشغال الجميع في الحرب، التي من المفترض أنها توقفت.

خامساً: أجمع المعلقون، صبيحة يوم 7 اكتوبر 2023، أن العالم بعد ذلك اليوم لن يبق كما هو، وفعلاً هذا ما حدث. فإسرائيل اليوم غير إسرائيل ما قبل 7 اكتوبر، وقد اختلفت نظرة العالم إليها بعد كل ما ارتكبته من جرائم إبادة جماعية ضد الإنسانية.