ينظر الى الإعلام الجامعي بأنه حلقة التواصل بين الجامعة كمؤسسة اكاديمية رسائل ادارية وتوعوية ومجتمعية ووطنية مع جمهورها الداخلي المتمثل بموظفيها وطلبتها فضلاً عن جمهورها الخارجي المتمثل بشركاء العمل وباقي فئات المجتمع المحلي والوطني ، ويعد هذا الإعلام بمثابة وجه الجامعة الذي تطل فيه على الجميع والمسؤول عن التواصل لنقل اخبار وتعليمات الجامعة ووجهة نظرها وصورتها الفكرية والتعليمية ، ومن ذلك يتبين خصوصية الاعلام الجامعي بما يجمعه من اعلام اخباري واداري وتنموي يهدف الى تعزيز ثقة جمهور الجامعة فيها كإعلام رصين علمي وموضوعي وموثق يتحرى المصداقية نشأ لاتساع حاجات الجامعة للإعلام وادواته في مختلف نواحي العمل الخاص بها ، وبالتالي تكوين رأي عام يكون بمثابة الرصيد الخبراتي والتقييمي لعمل الجامعة فضلاً عن دعم هذا الرأي للجامعة في مختلف المواقف بالنظر لحالة التناسق والتواصل بين الطرفين .

وفي جامعاتنا الوطنية كان لقسم الصحافة والاعلام في جامعة اليرموك والذي تحول لكلية تجربته الخصبة في هذا الإطار بالنظر لكونه اول معهد تعليمي يدرس الاعلام في الاردن ، فمع بدايات عمله في بدايات ثمانينات القرن الماضي كانت رسالة القسم في اعلامه التنموي بصحيفة "صحافة اليرموك" تغطي شمال المملكة ممثلاُ بمحافظة إربد التي كانت تضم محافظات جرش والمفرق وعجلون ، ويورد ارشيف "صحافة اليرموك" وقتها تقارير طلبتها الإعلامية متابعات وتقارير ومقالات تنموية تغطي مناطق الشمال بباديتها وسهولها وجبالها وغورها ، وتعزز الحضور الاعلامي للجامعة مع تشكيل اذاعة يرموك اف ام لتنتشر بعد ذلك اذاعات في كثير من الجامعات على مستوى الوطن حتى في بعضها الذي يفتقر لوجود كليات للإعلام .

وكان لي مؤخراً اطلاع مع الرسائل الاعلامية للجامعة الهاشمية من خلال دائرة العلاقات الثقافية والعامة وعمادة شؤون الطلبة واقسامها ، فكانت التغذية الراجعة للرسائل الإعلامية للجامعة مع جمهوريها الداخلي والخارجي في الإعلام والاخبار والتوجيه والارشاد ونشر المعرفة والثقافة خاصة في حركة تنقلات المواصلات التي تهتم بها الجامعة لطلبتها والتواصل مع الخريجين بمثابة مقياس لأداء الجامعة الاعلامي ويبرز مدى الثقة التي تتمتع فيها لدى جمهورها ، ويؤكد ذلك تسخير الجامعة للإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي كأداة تواصل مقبولة لنسبة كبيرة من قطاع جمهورها الشبابي ، وهو الامر الذي عايشته مباشرة كطالب في الجامعة ومتابع لنشاطاتها الاكاديمية والتثقيفية الوطنية في ظل الظروف الاقليمية الحالية وبيان الجهد الأردني بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في دعم الاشقاء الفلسطينيين خلالها فضلاً عن دورها التوعوي والتثقيفي لدى المجتمع المحلي في محافظة الزرقاء وابراز امكاناته المختلفة ، وفي ذلك كله لا يخفى ان وجود محطة اذاعة في الجامعة الهاشمية التي عززت مكانتها الوطنية والدولية سيكون له الاثر الكبير في دعم النجاح الحاصل بنشر اخبارها وتسويق ادائها المميز لدى مختلف شرائح جمهورها .

يتبين مما سبق انه تقع على عاتق العاملين في الإعلام الجامعي مسؤولية كبيرة في توثيق إنجازات الجامعة وفعالياتها إلى جانب إدارة قنواتها الرقمية بكفاءة ومهنية بما يواكب تطورات الإعلام الحديث ، وبالتالي تبرز مسؤوليتهم في تعزيز حضور الجامعة في المشهد الإعلامي المعاصر بما يلبي تطلعات مجتمعها الأكاديمي والإداري والطلابي ويبرز تميزها الايجابي عن غيرها من المؤسسات الأكاديمية ، وهو الأمر الذي سيعزز بالمجمل مكانتها لدى جمهورها من خلال تعميق انتماء أفرادها ويؤكد حضورها لدى مجتمعها المحلي الحاضن لها والوطن ككل .