في زمن أصبحت فيه الخدمة السريعة حلماً للمواطن ، يطل مركز الخدمات الحكومي في مادبا كصورة مشرقة للعطاء والانضباط والاحترام . تجربة تستحق الوقوف عندها ، لأنها تعكس فكرة وطنية عظيمة ، تجسدت على أرض الواقع بفكرٍ حكيم ورؤية تضع المواطن في المقام الأول .

اليوم كانت لي زيارة لهذا المركز ، وكانت الزيارة مليئة بالفخر والاعتزاز . من لحظة الدخول تشعر أنك في مكان مختلف ، كل شيء منظم ، كل موظف في موقعه ، والابتسامة تسبق الكلمة ، والاحترام هو اللغة السائدة .

مركز الخدمات الحكومي في مادبا هو ترجمة واقعية لفكرة عبقرية ، تقوم على جمع الخدمات الحكومية كافة في مكان واحد ، من الأمن العام إلى الأحوال المدنية والجوازات والضمان وغيرها من الدوائر ، ليجد المواطن كل ما يحتاجه في موقع واحد ، دون عناء أو انتظار طويل . فكرة عظيمة تستحق الشكر والتقدير لصاحبها ولكل من ساهم في تنفيذها ، فهي خطوة حقيقية نحو خدمة الناس بكرامة وكفاءة .

أما عن إدارة مركز خدمات مادبا وطاقم الموظفين ، فكل الاحترام والتقدير لهم على حسن الاستقبال وحسن التعامل ، وعلى الالتزام والجدية والروح الطيبة التي تُشعر المواطن أنه بين أهله وإخوانه . في كل زاوية من هذا المركز تجد النظام حاضراً ، والابتسامة رفيقة الخدمة ، والهمة عالية بروح المسؤولية والانتماء .

مادبا اليوم تقدم نموذجاً مشرفاً لكل المحافظات ، نموذجاً في كيف تكون الخدمة العامة واجهة مشرقة للوطن ، وكيف يمكن للمؤسسات الحكومية أن تكون بيئة راقية في التعامل وأداء الواجب .

هكذا تُبنى الثقة بين المواطن والدولة ، وهكذا تكون الخدمة عنواناً للكرامة والانتماء . شكراً لكل يدٍ تعمل بصمت ، ولكل إدارة تسهر من أجل راحة الناس ، ولكل موظف يؤدي عمله بحبٍ وإخلاص .

من قلب مادبا ، نقولها بكل فخر : رفعتم الراس ، وبيض الله وجوهكم . الأردن بخير ما دام فيه أمثالكم ، يخدمون الناس بروح الوطن ، ويجعلون من العمل العام ميداناً للفخر والشرف .