بالأمس، شهدت عمّان احتفالية ثقافية استثنائية حملت عنوان “فخري قعوار… مبدعًا ومفكرًا وإنسانًا”، خصّصت لتكريم أحد أبرز أعلام الأدب الأردني والعربي، الكاتب والمفكر والبرلماني الراحل فخري قعوار، الذي شكّل علامة فارقة في مسيرة الفكر والأدب الوطني.

الاحتفالية التي امتلأت بقاماتٍ فكرية وثقافية وإعلامية بارزة، من وزراء سابقين وأدباء ونقّاد وصحفيين، أكدت حجم الأثر الذي تركه فخري قعوار في المشهد الثقافي الأردني والعربي. فقد تحدّث المشاركون عن مسيرته الغنية ككاتبٍ وقاصٍّ وناقدٍ وبرلمانيٍ حمل همّ الكلمة والموقف، وكان صوتًا جريئًا في الدفاع عن العدالة والحق، فامتزجت في شخصيته الثقافة بالوطنية، والفكر بالفعل الاجتماعي والسياسي.

وألقى المهندس أنيس قعوار، نجل الراحل، كلمةً مؤثرةً استعاد فيها محطاتٍ من حياة والده، مستذكرًا مواقفه النبيلة وصلابته في الدفاع عن قيم الحرية والإبداع، كما أعلن عن إطلاق “جائزة فخري قعوار للقصة القصيرة” تكريمًا لمسيرته الأدبية وتشجيعًا للأجيال الجديدة على السير على خطاه في الإبداع والالتزام الوطني.

ما لفت الانتباه في الاحتفالية هو الحضور اللافت لجيلٍ من المفكرين والأدباء الذين عاصروا فخري قعوار، ممن شاركوه الموقف والكلمة في مراحل مختلفة من تاريخ الأردن الثقافي، إلى جانب حضورٍ شبابيٍّ متجدد يعكس امتداد تأثيره عبر الأجيال.

لقد بدت الأمسية أشبه بوفاءٍ جماعيٍّ لرجلٍ عاش الكلمة بضميرها الحر، وكتبها بصدق المبدع ومسؤولية البرلماني، فغدا فخري قعوار مدرسةً في الفكر والإبداع والإنسانية.