facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأردن .. التماسك في زمن التحوّل


أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
07-11-2025 09:17 AM

برأيي ان العالم يعيش اجواء ما قبل الحرب العالمية الاولى باستثناء منطقتنا فهي تعيش اجواء ما بعد الحرب العالمية الثانية. اي ان الشرق الاوسط مقبل على تغييرات تستهل بداية نظام عالمي جديد بتصور و شكل جديد قد لا يحترم الحدود و الهويات و الأدوار الحالية.

اذا كان تحليلي صحيحا فاننا في الاردن نحتاج ان نستعد لتلك المرحلة بالافعال و التي تستهدف اولا تمتين الجبهة الداخلية و الثاني ان نحدد لنا دور يلتقي مع النظام العالمي الجديد و ليس بالضرورة يتماهى معه كليا لان اي بلد بدون دور ستكون هدفا للتهميش و الاقصاء و التعديل.

الهدف الثاني اتوقع بالتاكيد هنالك مؤسسات و شخصيات داخل الاردن بقيادة سيد البلاد تعمل عليها و هم الاقدر على ذلك.

ما يقلقني هو الهدف الاول من تمتين للجبهة الداخلية باعتبار انه مسوولية الحكومة و عدد منّ المؤسسات المدنية. حتى لا اقلل من الجهد الذي تبذله هذه المؤسسات أطرح رؤيتي متمنيا ان يكون فيها فائدة.

1. كل سياسة او اجراء يحتاج في هذه المرحلة الى رواية مقنعة شعبياً توحد الشعب خلفها اي ان يكون الخطاب الحكومي موجها للشعب اكثر منه للنخب بالتالي لا بد ان يكون مبسطاً ياخذ بالاعتبار ان الشعوب تخاطب بالعاطفة و العنوان المختصرة التي توصل الرسالة واضحة و سريعة بعكس النخب التي تخاطب بالمنطق و تميل للتحليل و التعمق.

2. ⁠اننا نحتاج في هذه المرحلة الى توجيه قدراتنا لحلول من خارج الصندوق قابلة للتطبيق لمشكلتي البطالة في الشباب و الوضع المعيشي للعموم. هذه مهمة على صعوبتها لكن هنالك افكار تعيد الامل للشباب و تؤهلهم للمنافسة في الأسواق الصاعدة الخليجية و الاوروبية و لكنها تحتاج مسؤولين منفتحين على الافكار و تحويلها الى منهجية و سياسات بازالة العوائق امامها اما الخطاب الجامد القائم على الشعارات و التحفيز فقد فقد اهميته و تأثيره بالذات عند جيل الشباب.

3. ⁠يجب ان نعترف ان مستوى الثقة بين المواطنين و المؤسسات تراجع كثيرا و يستثنى من ذلك جلالة سيدنا و الجيش و الذي ما زال الجميع ينظر لهما باعتبارهما المظلة و السند. ان استعادة ثقة المؤسسات الحكومية بالمواطن يجب ان يبدأ بالاعتراف بوجود هذه المشكلة و سبر اسبابها و العمل على إصلاحها سريعاً بالافعال و ليس بالوعود. احد محاور فقدان الثقة هو قناعة عن نسبة من المواطنين ان مناصب الدولة العليا هي حكر على افراد او مجموعات و ليس على الكفاءة و الولاء و الانتماء و لقد سمعتها في مناسبات عدة ان هذه المناصب حكر لبضع مئات يتم تدويرهم عليها. قد يكون ذلك غير صحيح و قد يكون فيه شيء من الصحة و لكنها صورة انطباعية موجودة و تسحب من رصيد الثقة.

4. ⁠المحور الثاني الذي يؤثر في منسوب الثقة بين المواطنين و المؤسسات قناعة لعدد من المواطنين ان التعيينات و الامتيازات محصورة لاناس بعينهم او ابنائهم و احفادهم و انني الاحظ انه عندما يتعين مواطن عادي مباشرة يفترض نسبة كبيرة انه مدعوم و قد يكون مرد هذه الانطباع و القناعة لدى قطاع من الشعب و خصوصا الشباب هو انسداد الافق و الامل خصوصا ان بعض التصريحات حتى و ان كانت صحيحة فالاصل ان لا تلقى الى العامة ان كانت لا تخدم هدفا يعيد الامل و الثقة.

5. ⁠هنالك عدم انضباط إعلامي خصوصا في الاعلام غير الرسمي و وسائل التواصل يفسد المزاج العام دون ان يخدم هدف سوى زيادة المشاهدات او الانتشار مثل التركيز و اعادة نشر اي حدث عادي يحدث مثله عشرات الاحداث في دول اصغر من الاردن و اكثر منه امكانيات. امثلة على ذلك حوادث السير او المشاجرات العادية او حرائق عادية او عدم رضى مواطنين من خدمات صحية فردية. هذه كلها تتكرر و لا حاجة للتركيز عليها. بل لقد رايت بعض الاخبار احيانا عامة و بعنوان مثير كالقتل و الاغتصاب و غيرها دون تحديد مكان حدوثها و عند القراءة نجد انها في دول اخرى و لكن عندما نطلع على التعليقات نجد ان غالبية المعلقين أخذوا انطباعات انها في الاردن. برايي هذه طريقة خبيثة تعتمد على ان العامة يقرأون العنوان و لا يدخلوا في التفاصيل.

6. ⁠على اهمية موضوع الهوية الوطنية و لكنني اجد ان التركيز عليها في هذه المرحلة سلاح ذو حدين فهو يشعر الكثيرين بالاقصاء و التهميش رغم انتمائهم للاردن و ولائهم لجلالة سيد البلاد و ولي عهدة الامين فكل تعريف للهوية سيستثني فئات اردنية. لذلك ارى ان التركيز في هذه المرحلة لا بد ان يكون على المواطنة و روح المواطنة القائمة على تعزيز الانتماء للاردن و الولاء للعرش الهاشمي و الحفاظ على السيادة الوطنية و رفض العنف المجتمعي و قبول الاخر و احترام القانون.

7. ⁠قد يكون انطباعي خاطئا و لكنني ارى تراجعا في الرقي المجتمعي بالتعامل مع الاخرين و الميل في احيان كثيرة للعنف بدل التسامح و التعاون و التماس العذر للاخرين. ان ذلك برأيي مسؤولية وزارتي الثقافة و الشباب لنشر قيم تعامل راقية منطلقة من القيم الاردنية العليا من النخوة و الرجولة و التسامح و الحوار.

في الختام فانني لا اريد ان اكون ناقدا و لا يجوز لي و لكنني مقتنع ان التفاصيل اما ان تبنى او تتداعى ببطء و لكنها تؤثر في المزاج العام و منسوب الرضا الشعبي و الفخر بالوطن و مؤسساته و الاهم بقيادته الحكيمة الشجاعة التي تواجه الخطوب بثبات و مبادئ. لذلك فانني ارى ان كل تصريح من مسؤول لا بد ان يتم فلترته من نفس المسؤول فان كان يخدم بث الامل او استعادة الثقة او تمتين الجبهة الداخلية و التفافها حول القيادة الهاشمية يتم اما ان كان التصريح ليس واضح نتائجه فالافضل الكف عنه لاننا في مرحلة حساسة لا تحتمل المجازفة باي تصريح او سلوك فقط للظهور الاعلامي. بذلك فقط نصبح عونا لسيد البلاد في حماية الوطن و تطويره و نموه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :