لا تكاد ندوة ثقافية مهما كان موضوعها تخلو من الحديث عن التعليم. فالتعليم قاسم مشترك، وربما مضاعف مشترك أعلى في جميع الندوات! في ندوات الروابدة والرزاز، والحموري، وغيرهم، لا بدّ من الإشارة إلى التعليم؛ ذلك أنّ التعليم سبب ما نحن فيه، كما أنه الحل لما نحن فيه! ومع ذلك لا نكاد نسمع صوتًا رسميّا يتفاعل مع ما نحن فيه، ومع ما ليس نحن فيه!

(١)
التعليم في ندوة عمار علي حسن

في ندوة مؤسّسة فلسطين للدراسات، قدم المفكر المصري، وعالم الاجتماع عمار على حسن تحليلًا للعقل العربي، والثقافة العربية، وتأثيرها على التعليم؛ فقدّم مصطلحًا لدينا "تعاليم"، وليس لدينا تعليم"! نحن نقتصر على نقل حقائق وخبرة أجدادنا، وتفسيراتهم للحياة إلى الأجيال التي لا علاقة لها بها.

أعجبني مصطلح لدينا تعاليم!

والتعاليم هي تلقين ملزم، يلتزم به المتعلم، من دون أن يكون له دور أو رأي! ولكي نصل إلى التعليم يجب أن ننتقل من التعاليم، أو يسمح للمتعلمين بمناقشتها.

لمس الباحث عمار جوهر مشكلة التعليم!

(٢)
التعليم في ندوة مالك عثامنة!!

في ندوة مالك عثامنة في النادي الأرثوذكسي مساء الأحد حول الأعاصير التي تحيط بنا: تحدث عن التعليم! فوصف المشكلة بدقة! كان صريحًا مباشرًا، قال: يتأثر مجتمعنا بفكر داعشي، صُنِع في مدارسنا.

أعاقنا هذا الفكر عن تطوير التعليم! فالمسؤول يجامل أو يخاف! والمدرسة تجامل، وتخاف!

والمناهج تخاف وتخاف وتخاف!!!

باختصار! أضعنا فرصًا أوجدتها الدولة لتطوير التعليم بفتح مركز وطني للمناهج بعيدًا عن وزارة التربية!

وخلال سنتين ألقت الوزارة القبض على المركز بالكامل! وفقدنا فرصة تطوير مناهج مستقبلية حداثية تلزمنا بالتفكير!

شكرًا مالك!!

طالب مالك بعدم السكوت والحديث المستمر وطرق كل باب حتى يستمع القائمون عليها.

(٣)
التعليم وتحدياته، وروان الحياري

في عمون، ذلك الموقع "حيث أنتسب" كتبت الباحثة روان الحياري أول مقالة لها عن التعليم في الأردن، تحليلًا لتحديات التعليم: المادية، والفنية، والتقنية. وهذا يعكس مدى إحساسها بارتباط الاقتصاد، والتحديث، والتنمية بالتعليم.

(٤)
لماذا كل هذا الاهتمام؟

حين ترتفع أصوات تطوير التعليم بهذا العمق في ندواتنا، فإن هذا لا يعني اتهامًا للقائمين عليها ممن تآلفت قلوبهم! فالتعليم يحتاج فلسفة حداثية مستقبلية! يحتاج رؤية وأهدافًا! واهتمامًا، ووعيًا!

فهل يصعب علينا توفير ذلك؟!

فهمت عليّ؟!!