تعتبر كازاخستان من الدول ذات الأغلبية المسلمة، الغنية في مواردها حيث يوجد النفط والغاز، والمعادن الثمينة، وتعتبر تاسع أكبر دولة من حيث المساحة. وقد أعلنت دخولها الاتفاقيات الإبراهيمية، وهذا ليس مُفاجئًا فالعلاقات بين كازخستان وكيان الاحتلال منذ عام 1992 لكن المفاجئ بالأمر هو التوقيت، حيث قام الكيان بالإبادة الجماعية خلال العامين الماضيين، وهذا ما جعل الاتفاق أكثر حساسية وجعله أكثر انتقادًا، وفي ذات الوقت على الطرف المقابل أي داخل الكيان هناك ترحيب واسع بالاتفااق الذي أعلنه دونالد ترامب والذي يُمهد فيه دخول عدة دول أخرى لاحقا، ذلك الاتفاق الأول لإسرائيل خارج الشرق الأوسط والدول العربية، حيث تعتبر كازاخستان إحدى دول اسيا الوسطى، ويعتبر هذا الاتفاق بوابة لتوسيع الاتفاقيات مع دول العالم.

ما يميز هذه الاتفاقية أنها جاءت صفقة ذهبية للولايات المتحدة الأمريكية حيث أن كازاخستان تحمل ثقلا جيوسياسيا كبيرا حيث تقع بين الصين وروسيا ومطلة أيضا على بحر قازوين والذي تطل عليه إيران، وبهذا تكون كازاخستان ورقة رابحة لمنع التمدد الصيني وورقة ضغط على روسيا وقاعدة لمراقبة إيران، فلدى إسرائيل قاعدة أمريكية متقدمة، أما بالنسبة للكيان الذي يعتبر ذلك الاتفاق خطوة مهمة لتلميع صورته ويقول إنه عاد إلى الشرعية الدولية فكازاخستان باتفاقها هذا تساعد الكيان لاسترجاع شرعيته وعلاقاته مع العالم، كما يرسل رسالة إلى كل من إيران وتركيا أنه قادر على تهديد الأمن القومي لكلاهما، كما يعطي إيحاء لداخل الكيان أن الكيان ما زال قادر على تطبيع العلاقات والاستمرار في التوسع، رغم أن كازاخستان على علاقة وطيدة مع الكيان الاسرائيلي وهناك تبادل للزيارات على كافة الأصعدة، ولعل أهم مجال في هذه العلاقة هي العلاقات الاقتصادية، لذلك ليس بأمر جديد حتى يعتبره الكيان انتصارا له وخطوة ستغير الوضع الاسرائيلي، ورغم ذلك أن ما فعلته كازاخستان له دلالة سلبية على القضية الفلسطينية، وبالتحديد بعد ما ارتكبه الكيان من جرائم في غزة.

لم تعلن كازاخستان عن انضمامها للاتفاقيات الإبراهيمية، بل أن دونالد ترامب من أعلن خلال اتصال جمعه مع رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو والرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف، ولم تصرح الحكومة الكازاخستاني أي تصريح بخصوص هذه الاتفاقية، ولم يكن هذا الاتفاق متوقعا من ترامب بل كانت كل التصريحات عن المعادن الثمينة التي تمتلكها كازاخستان، لذلك استغرب العالم من إعلان الاتفاق بهذه الطريقة وبهذا الوقت الحرج للكيان بعد الجرائم المرتكبة، فكيف لدولة مسلمة تدين العمل الإرهابي الذي يرتكبه الكيان الإسرائيلي في غزة وفلسطين بشكل عام أن تقوم بالموافقة على مثل هذه الاتفاقيات مع شخص مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية؟!