الشبول: زيَادَةِ فِي مُعَدَّلَاتِ الإِصَابَةِ بمرض السكري
13-11-2025 09:55 AM
عمون - انطلقت اليوم قمة المشرق العربي لاختصاصيي الغدد الصماء والسكري، التي تُعقد بالتزامن مع المؤتمر الدولي الثاني عشر للجمعية الأردنية لاختصاصيي الغدد الصماء والسكري وأمراض الاستقلاب، والمؤتمر الفلسطيني السابع للغدد الصماء والسكري وأمراض الاستقلاب، والتي تُعقد على مدى ثلاثة أيام في فندق الرويال.
وقال أمين عام وزارة الصحة للرعاية الصحية الأولية والأوبئة د. رائد الشبول، مندوبًا عن وزير الصحة د. إبراهيم البدور، أنَّ وَزَارَةَ الصِّحَّةِ قَدْ وَضَعَتْ استراتيجيةً وَطَنِيَّةً شَامِلَةً لِمَرْضَى السُّكَّرِيِّ، تَهْدِفُ إِلَى تَقْدِيمِ خَدَمَاتٍ صِحِّيَّةٍ مُتَكَامِلَةٍ فِي مُسْتَشْفَيَاتِهَا.
وأضاف أن الوزارة أَنْشَأتْ مَرْكَزاً مُتَخَصِصاً لِعِلاجِ هَذَا الدَّاءِ وَمُضَاعَفَاتِهِ فِي مُسْتَشْفَى الْأَمِيرِ حَمْزَةَ وَمُسْتَشْفَى الْبَشِيرِ، كَمَا افْتَتَحَتْ عَدَداً مِنْ الْعِيَادَاتِ فِي مُخْتَلِفِ مُحَافَظَاتِ الْمَمْلَكَةِ، لِتَقْدِيمِ أَحْدَثِ الْعِلَاجَاتِ لِمَرْضَى السُّكَّرِيِّ. وأكد أن الْوِزَارَةَ تُواصل جُهُودَهَا لِلارْتِقَاءِ بِمُسْتَوَى الْخَدَمَاتِ الصِّحِّيَّةِ الْمُقَدَّمَةِ، وَتَطْوِيرِ الْبِنَى التَّحْتِيَّةِ الَّتِي تُمَكِّنُ مِنْ تَحْقِيقِ ذَلِكَ. وأشار إلى الزيادة فِي مُعَدَّلَاتِ الإِصَابَةِ بمرض السكري والمرشح أيضًا للازدياد، وإلى الإصابة بأمراض يُمْكِنُ الْوِقَايَةُ مِنْهَا، مِثْلَ السُّمْنَةِ والتدخين وغيرها.
وقال رئيس الجمعية الأردنية لاختصاصيي الغدد الصماء والسكري وأمراض الاستقلاب، د. عبدالكريم الخوالدة، أن الجمعية أُسِّسَتْ منذ أكثر من 25 عامًا وهي من الجمعيات العلمية المتميزة، إذ كانت ولا تزال منبرًا للعلم والتعاون وجسرًا بين الأطباء والباحثين في هذا الاختصاص الحيوي. وأضاف أنه خلال هذه المسيرة الحافلة عقدت الجمعية 12 مؤتمرًا علميًا ناجحًا شَهِدَ لَهُ الجميع بحسن التنظيم وغزارة المحتوى العلمي وجودة المشاركة، وأن هذا المؤتمر يؤكد المكانة التي وصل إليها وطننا الغالي كوجهة للعلم والريادة الطبية في الأردن وواحة الاستقرار في منطقة مضطربة.
وأشار إلى هدف الجمعية في الارتقاء بالممارسة الطبية والبحث العلمي في مجال الغدد الصم والسكري وأمراض الاستقلاب. وأشاد بالتعاون المستمر بين الجمعية الأردنية والجمعية الفلسطينية والذي يجسد وحدة الهدف، ويؤكد رسالتنا الطبية والعلمية. ورحب بالمشاركين من الجمعيات العربية المشاركة من لبنان وسوريا والعراق وكردستان، مشيرًا إلى أن هذا الحدث العلمي الكبير هو ثمرة جهد جماعي استمر أكثر من عام من العمل المتواصل، بذلت فيه اللجان العلمية والتنظيمية تفانيها وإخلاصها. وشكر وزارة الصحة على دعمها المتواصل لمسيرة الطب والعلم، كما شكر شركات ومستودعات الأدوية المشاركة في المعرض المقام على هامش المؤتمر.
ومن جانبه قال رئيس المؤتمر ورئيس الجمعية الفلسطينية د. سفيان البسيط، إن المؤتمر كان يُفترض أن يُعقد في القدس لكن الأوضاع التي تشهدها الأراضي الفلسطينية بسبب عدوان الاحتلال حالت دون ذلك. رغم ذلك فإن الأمل يحدونا بزوال الاحتلال وعودة الحياة إلى طبيعتها في الأرض المقدسة، وسيأتي اليوم الذي نجتمع فيه في القدس مسرى الرسول ومهد المسيح ومرقد الملك المؤسس.
وألقى د. هيثم الحسن عضو المجلس الصحي الفلسطيني الأعلى والرئيس الفخري للجمعية الفلسطينية، كلمة ذكر فيها أن المؤتمر يجمع الدول العربية في المشرق والأمل أن يجمعها مع دول المغرب العربي. وتطرق إلى المشاكل التي يواجهها الطبيب عند معالجته لمريض السكري وخاصة إذا احتاج للجراحة.
ومن جانبه ثَمَّنَ نائب نقيب الأطباء د. صدام الشناق دور الجمعية الأردنية لاختصاصيي الغدد الصم والسكري، مشيرًا إلى أنها من طليعة الجمعيات الطبية النشطة علميًا وبحثيًا والمنبثقة عن نقابة الأطباء، وتضم في عضويتها أصحاب الكفاءات والقدرة والتميز والإبداع، والذين كان لهم الباع الكبير في مواكبة التطور الهائل والمتسارع في مجال أمراض الغدد الصم والسكري.
وألقى د. عبدالسلام أبولبدة من الجمعية الفلسطينية ود. فارس حداد من الجمعية الأردنية كلمة اللجنة العلمية، حيث أشارا إلى أن المؤتمر يناقش أحدث المستجدات في مجال أمراض الغدد الصماء والسكري وأمراض الاستقلاب، من خلال عشر جلسات علمية متخصصة تتناول أحدث استراتيجيات التشخيص والعلاج في داء السكري من النوعين الأول والثاني، ومضاعفات السكري وطرق الوقاية منها، وأمراض الغدة الدرقية ووسائل علاجها، واضطرابات الغدد الصماء لدى الأطفال والمراهقين، والسمنة وعلاقتها بأمراض الاستقلاب، وأمراض الغدة الكظرية والنخامية، إضافة إلى التغذية العلاجية وأسلوب الحياة الصحي.
ويُعقد على هامش المؤتمر، ورشتان متخصصتان تشملان دورة تعليمية موجهة للكوادر التمريضية في مجال السكري وأمراض الغدد الصماء، وورشة تدريبية حول الكشف المبكر عن قصور القلب لدى مرضى السكري.
ويترأس المؤتمر الدكتور عبدالكريم الخوالدة، رئيس الجمعية الأردنية لاختصاصيي الغدد الصماء والسكري وأمراض الاستقلاب، إلى جانب الدكتور سفيان البسيط، رئيس الجمعية الفلسطينية لاختصاصيي الغدد الصماء والسكري وأمراض الاستقلاب، فيما تضم اللجنة العلمية كلاً من الدكتور فارس حداد من الأردن، والدكتور عبدالسلام أبو لبيدة من فلسطين، والدكتور موفق الحياري، رئيس مركز السكري والغدد الصماء في مستشفى الأمير حمزة.
ويأتي انعقاد المؤتمر تزامناً مع اليوم العالمي للسكري الذي يصادف 14 تشرين الثاني (نوفمبر) 2025، تأكيدًا على التزام المجتمع الطبي الأردني والعربي برفع الوعي بمخاطر مرض السكري وطرق الوقاية منه، وتعزيز الجهود الوطنية والإقليمية للحد من انتشاره وتحسين جودة حياة المرضى.
ويُشارك في المؤتمر عدد من الجمعيات العربية المتخصصة، من بينها الجمعية السورية لداء السكري، والرابطة السورية لأطباء الغدد الصماء، وجمعية كردستان للسكري، والجمعية العراقية للسكري والغدد الصماء، والجمعية اللبنانية لأمراض الغدد الصماء والسكري والدهنيات. ويُشارك في القمة نخبة من الخبراء المحليين والعرب والدوليين من الأردن، فلسطين، سوريا، العراق، قطر، الإمارات، لبنان، الكويت، مصر، اليونان، إسبانيا، والولايات المتحدة الأمريكية.
ومن المتوقع أن يستقطب المؤتمر أكثر من 700 مشارك من مختلف الدول، تأكيدًا على المكانة المرموقة التي يتمتع بها الأردن كمركز علمي وطبي إقليمي، ودوره الريادي في دعم السياحة العلاجية وتعزيز الاقتصاد الوطني.
ويُذكر أن المؤتمر مُعتمد من المجلس الطبي الأردني بواقع ست ساعات تعليم طبي مستمر (CPD) للمشاركين، وثماني ساعات اعتماد للمحاضرين، في إطار دعم التعليم الطبي المستمر وتعزيز تبادل الخبرات العلمية في المنطقة. وافتُتِح على هامش المؤتمر معرض طبي متكامل يضم أحدث الأجهزة والمستلزمات والأدوية ذات الصلة، بما يتيح فرصًا للتفاعل بين الشركات الطبية والأطباء والمختصين.