شهدت الساحة الأردنية اليوم إطلاق هيئة «أردن المستقبل» برعاية رئيس الديوان الملكي الهاشمي معالي يوسف العيسوي ، في حدث يُعد خطوة نوعية تعكس رؤية جلالة الملك في بناء دولة حديثة تُدار بالكفاءة والشفافية وتُصنع فيها المشاركة بوعي ومسؤولية.

في هذا الإطار، ألقى الدكتور طلال أبو غزالة كلمة بصفته رئيس مجلس أمناء الهيئة. جاءت كلمته واضحة وحاسمة. تحدث عن أهمية وجود إطار مدني مستقل يحمل مشروعًا وطنيًا متكاملاً. حيثدأكد أن “أردن المستقبل” ليست عنوانًا جديدًا بل مسؤولية وطنية. وشدد على أن الهيئة ستعمل بعقل مؤسسي، وستكون منصة لإنتاج الأفكار وتطوير السياسات، ومساحة تجمع الخبرة والمعرفة لخدمة الدولة والمجتمع. كما أشار أيضًا إلى أن هذه الهيئة وُجدت لتدعم مسار الإصلاح الذي يقوده جلالة الملك، ولتجعل المشاركة فعلًا لا شعارًا، ومشروعًا وطنيًا له قواعد عمل واضحة وأهداف قابلة للقياس.

كما تحدث اللواء حسين الحواتمة الامين العام للهيئة عن مسار التأسيس. وأوضح الخطوات التي تم اتخاذها منذ اللحظة الأولى للفكرة. حيث قدّم رؤية تؤكد أن التأسيس لم يكن خطوة شكلية، بل عملًا جادًا أُنجز بدقة وضمن مسار يضمن وجود هيئة راسخة تستطيع أن تؤدي دورها بكفاءة واستقلالية.

إطلاق هيئة أردن المستقبل لم يكن احتفالًا بروتوكوليًا. كان إعلانًا عن دخول الأردن مرحلة جديدة من المشاركة الواعية. هيئة تجمع أصحاب الخبرة والفكر. هيئة تُنتج معرفة. تُقدم مبادرات. تُسهم في صنع السياسات. وتفتح المجال أمام الأردنيين ليكونوا جزءًا من بناء دولتهم عبر إطار مدني وطني مستقل يمتلك القدرة على التأثير.

إن ما قُدم اليوم هو حجر الأساس لبناء منصة وطنية ستكون إحدى أدوات الدولة في ترسيخ الإصلاح، وتعزيز المشاركة، وصناعة جيل جديد من الفعل المدني القادر على القراءة، والتحليل، والمبادرة، والمساءلة… وكل ما يجعل من الأردن وطنًا يصنع مستقبله بثقة.