جيل زد 3: دور الشباب بين التنظير و الحلول الابداعية
أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
19-11-2025 09:03 PM
ما يطمح اليه جيل زد ليس حياة رغيدة و لكن حياة آمنة بمعنى فرص منافسه عادلة، تقدير اجتماعي و حكومي للقيم التي يحملها هذا الجيل، تفهم لآلية تفكير جيل زد كجيل رقمي اصيل، الاستماع بعقل منفتح لافكار هذا الجيل، رعاية للافكار الابداعية في انشاء اعمال و استثمارات صغيرة، الاعداد بما يتطلبه السوق الخارجي في الخليج و اوروبا للمنافسة على الوظائف.
بالمقابل فان جيل زد ليس غارقا في المواضيع السياسية و ليس معنيا بالصراعات الاجتماعية و الايدولوجية و صراعات المناصب.
في عالم يغرق بالاحداث و البيانات و المعلومات يصبح التحدي الحقيقي في ادراك معنى ما يحدث. لذلك اكتب هنا محاولا تشكيل فهم لجيل زد لنضع الآليات لمساعدته و احتوائه ليكون قاطرة تنمية و تطوير و انتماء حتى لا نضطر يوما لمواجهة جيل خذلناه و وقفنا امام طموحاته بالنجاح و الانجاز و الامان المادي و النفسي.
لذلك فانني ساستعرض المجالات و آلية المساعدة المقترحة وفقا لفهمي العلمي لعقل جيل زد و ما استخلصته من الحوار مع العديد منهم.
1. البطالة: هي المشكلة الاساسية لهذا الجيل لكنه جيل منفتح على خيارات الاعداد للاسواق الخارجية و الافكار الابداعية لانشاء استثمارات صغيرة. لذلك فانني ارى عكس الكثير من المسؤولين بان حل بطالة هذا الجيل ليس في السوق المحلي المحدود الامكانات نتيجة شح الموارد و لكن كما ذكرت في مقترح سابق (التشغيل التوظيفي) ان مبادرة برعاية سمو ولي العهد بتدريب 5-10 الاف كل ستة اشهر في المؤسسات الحكومية و الخاصة مع برنامج لكورسات اونلاين في اللغة الانجليزية و الجودة سيؤدي الى تجسير الهوة بين التعليم الاكاديمي و ما يطلبه سوق العمل و يعطي هؤلاء الشباب فرص منافسة اعلى في الخليج و اوروبا. هذه المبادرة بكلف مالية معقوله و تعطي امل للشباب.
2. قيم المنافسة و الفرص العادلة: برايي هنالك مبالغة اعلامية تعطي انطباع مغلوط لهذا الجيل بالتركيز على حالات معدودة قد تكون حصلت على وظائف بطرق لا ترتقي للمعايير العادلة لكن التركيز الاعلامي على هذه الحالات المحدودة يغيب الصور الاوسع من تكافؤ الفرص لذلك لا بد من توعية اعلامية و مسؤولية على الجميع بأن تنقل الصورة كاملة و ليست مجزوءه. ان الاعلام اليوم قائم على الصورة و السرعة و لذلك لا بد ان تكون الرسالة الحقيقية في العنوان و ليس في التفاصيل لنعيد الثقة لجيل زد بمؤسساته و مجتمعه.
3. الجانب الثقافي: الفرد بطبعه كائن اجتماعي يميل للانتماء الى مجموعات تعطيه الشعور بالامان و التقدير الاجتماعي مع الحفاظ على استقلاليه في التفكير. جيل زد له خصوصية في هذا الجانب انه ينتمي لمجتمع افتراضي و يقضي معظم الوقت خلف الشاشات لذلك فانه يفتقد جزئيا الى المهارات الاجتماعية و ما يتبعها من شعور بالانتماء و الهوية. ذلك سبب لتوتر داخلي و حساسية من النقد او التوجيه. برايي هنا دور وزارة الثقافة و المؤسسات الشبابية بتكييف خطاب مناسب لهذا الجيل يركز على القيم الاجتماعية الخاصة بالمجتمع الاردني و يشعره بالتقدير و القبول و الاستماع لافكاره و انه جزء هام في الحفاظ على الهوية الاردنية و قيم الرسالة الهاشمية من الاعتدال و قبول الاخر و نبذ العنف.
4. التفهم و التواصل: جيل زد له مشاكله الخاصة التي قد تبدو لمن هم اكبر منه مشاكل سخيفه و لكنها لهذا الجيل ذات اهمية في نوعية الحياة اليومية فهو جيل ليس معني بالقضايا التقليديه. برايي لا بد ان تكون جهة او هيئة مكونه من ممثلين عن دوائر مختلفة مع وسائل اتصال تمثل جسرا بينه و بين المسؤولين لحل المشاكل الفرديه و الجماعية البسيطة. او ان يكون له ممثلين حقيقيين من جيل زد و لكن ذلك يستدعي تعديل في قانون الانتخاب ليمثل الاعمار في بداية العشرين من العمر.
5. الاعلام: نحن في عصر الصورة و السرعة مما يعني ان انتشار الاشاعة و المعلومة الخاطئة و نفاذها الى وعي الاجيال اسهل. ذلك يستدعي رواية رسمية سريعة و مقنعة بعد كل خبر مغلوط او مجزوء و ان تصل الرسالة من العنوان. كذلك لا بد لوسائل الاعلام غير الرسمية ان تعود لجوهر رسالتها الاعلامية و هو ايصال الحقيقة و حماية الاردن و الحفاظ عليه بالتالي تناقل اي تصريح او خبر دون تمحيص و دون فلترة حياد عن الرسالة الاعلامية فالاساس هو حماية الوطن و الحفاظ على رمزية قيادته الهاشمية و ليس السبق او التفرد بالخبر. ان التركيز على حالات و تصريحات فردية هو تسميم للمزاج العام و الاصل ان وسائل الاعلام خصوصا غير الرسمية تساهم في نشر الامل و تساعد في تعزيز اللحمة الداخلية في مرحلة تتزاحم فيها الاحداث و الاخطار و التحديات الخارجية.