facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العلوم العصبية والعقل في فهم التطرف


أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
27-11-2025 01:27 AM

قد يعتقد البعض ان التطرف حالة فردية تنشأ من شذوذ شخص لاسباب مختلفة و هذا صحيح في بعض الحالات و اما الحقيقة فإنه عملية متكاملة من برمجة العقل الباطن لا تقتصر على فرد و لكن على بيئته.

العقل الباطن هو المسؤول عن تخزين التجارب و الذكريات و الية الاعتقاد و التفكير و العواطف و فيه تتشكل الانحيازات بانواعها. تتم عملية البرمجة منذ الطفولة حيث يشكل الاهل و البيئة المحيطة مصدر البرمجة و بالتالي فان نشأ شخص في بيئة تتقبل العنف وتميل للتطرف فهو يملك الاستعداد للسير في تلك الطريق.

سرديات تلك البيئة خصوصا القاء اللوم على الاخرين او على الدولة و التهرب من تحمل المسؤولية الفردية تصنع الارضية المناسبة لقبول الافكار المنحرفة بل تبدأ بالبحث عنها لان الفرد في تلك البيئة يبحث عن مجموعات تعطية القبول و قوة السلطة النابعة من الافكار الدينية او القومية او الفكرية او النضالية فهي بذلك ترفعه من شخص منبوذ اجتماعيا الى شخص يمتلك الحق بالحكم و الاستعلاء على الاخرين الذين يمتلكون القدرات العلمية و الثقافية و المالية و السمات النبيلة التي يفتقدها.

لذلك نجد ان التطرف في طرفية قد يكون تطرف اجرامي عادي او تطرف فكري او يتنقل بينهما فتجد مجرم ممعن في الموبقات يغسل تاريخه بالانتقال و الانتماء الى التطرف الايديولوجي حتى و ان كان لا يفقه منه شيئا.

ان دققنا في الكثير من المتطرفين سنجد لهم تاريخ او حاضر اجرامي فالقتل و السلب و تجارة المخدرات تصبح تطرف و ارهاب ان لبست العباءة الايديولوجية و لكن كليهما يلتقيان بالاستعداد للعنف وقبول الخسة والخيانة وسفك الدماء.

يحاول البعض ان يضع الفقر سببا للتطرف، ولكن ذلك تسطيح للموضوع فحتى ان كان الفقر عامل مساعد لكن التطرف برمجة اعمق في ثنايا العقل قائمة على اعتقاد و الية تفكير منحرفة تغذيها سرديات ان الافراد في تلك البيئة ضحايا (victim mindset) بما توفره تلك من الهروب من الخجل و العار المصاحب للتقصير و الفشل الى القاء اللوم على الاخر ثم تغلفه الافكار العقائدية و النضالية الزائفة لتعطي الحق بالاستعلاء على الاخرين و الحق بسفك دمائهم، لذلك يجب ان لا يستغرب احد ان يجد المجرمين من تلك البيئات يعاملون كشهداء فهذه معايير صنعها تيارات و اشخاص لتزييف الوعي و اعطاء المبررات الاخلاقية لافعال لاخلاقية.

لذلك فإن التعامل مع التطرف لا بد ان يكون حاسما باجتثاثه و ليس بالسعي لاصلاحه لان برمجته عميقة وتم برمجته على سنوات و حتى لو اظهر هؤلاء وجها اخر فهو ليس اكثر من انحناء للعاصفة لكن الجذور مشبعة بالفكر الذي يرفض الاخر و يقبل العنف و يميل لتصغير الاخر بوصمه بالخيانة او الكفر. اقتلاع التطرف يحتاج اقتلاع الفكر الذي غذاه و اقتلاع السرديات المنحرفة التي سقته و سد كل منافذه لافساد الراي العام بافساد المزاج العام مستغلا الصعوبات المعيشية التي يمر بها الناس فهو بيئة متكاملة اما ان تجتث كاملة او ستنبت في اماكن اخرى ذلك العفن السام و الفكر المنحرف.

الاهم من ذلك ان لا يسمح لذلك الفكر بان يقلل من السمات النبيلة مثل الانحياز للوطن و الولاء لقيادته الشرعية تحت مسميات تختلف من منطقة لاخرى و من بلد لاخر فالاصل ان يفتخر الفرد ان انحاز لوطنه و قيادته و مؤسساته و حافظ على سيادة و صورة وطنه لان الصعوبات الاقتصادية تزيد و تختفي و لكن الوطن ان ضاع لن يعود.

حفظ الله الاردن و حفظ قيادته الهاشمية و مؤسساته الامنية و العسكرية، ونقولها بالفم المليان ان كان الانحياز للوطن يوجع المتطرفين ليموتوا بغيضهم فالاردن و قيادته ومؤسساته اهم من رضى اي حاقد.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :