مدينة عمرة .. مفترق طرق
أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
03-12-2025 02:18 AM
الأردن الآن على مفترق طرق حقيقي فإما ان نختار طريق النقد و الشعارات و إما نسلك طريق التخطيط و الانجاز.
مشروع المدينة الجديدة مثال حي على ذلك، فهي بما طرح مشروع ان تم سيرمم جسور الثقة بين الحكومة و المواطنين وسيفتح الطريق لانجازات جديدة.
التحدي الحقيقي هو غياب الثقة بالوعود الحكومية نتيجة تراكمات سابقة مما فتح شهية المنتقدين و المطالبين بتجميد الحركة لحين حل مشاكل اخرى متراكمة معقدة ورثتها الحكومة عن حكومات سابقة، وقد يكون الأجدى تجميد تلك المشاكل و الانطلاق لانجازات جديدة تعطي أمل وتبني ثقة. ستكون الكارثة ان تحول مشروع مدينة عمرة الى وعد وأمل وهمي جديد لانه سيقضي على آخر لبنات الثقة و لكنني متفائل من التصريحات و التحليلات انه بداية جديدة و انطلاقة امل لاعادة التركيز على الوضع الداخلي بالتخطيط و المثابرة و الانجاز خصوصا اننا امام مشاكل و تحديات خارجية اكبر من قدرات الاردن بوجود ادارة ترامب الداعمة لمشاريع الضم او التهجير.
هنالك نموذجين للمدن رأيناها في المنطقة العربية وهما دبي حيث وفرت الدولة الارض و البنية التحتية و تركت للقطاع الخاص البناء و الاستثمار ضمن معايير وضعتها و النموذج الاخر العاصمة الادارية في مصر حيث وفرت الدولة الارض و البنية التحتية و بنت المدينة و من ثم فتحته للقطاع الخاص. النموذج الاول نجح و توسع و النموذج الثاني فشل و ترك الحكومة باعباء سداد القروض و فوائدها. لذلك اتمنى على الحكومة ان توضح اي من النموذجين ستتبع.
بالنسبة للانتقاد و التشكيك و الدعوة للانغلاق على المشاكل القديمة المتراكمة، فأعتقد ان اي حكومة تريد العبور للعصر الجديد عليها المضي قدما في المشاريع الجديد متسلحة بالارادة و الصبر و المثابرة و يسبق ذلك التخطيط.
لقد كان مقلقا عقلية الانغلاق التي تسربت الى الثقافة الاجتماعية و المؤسسات و حتى بعض المسؤوليين. هذه الثقافة القائمة على رفض الابداع و رفض اي افكار من خارج الصندوق على المستوى الثقافي و الاجتماعي و الاداري و الاقتصادي. هذه الثقافة التي تميل للغرق في المشاكل الحالية و كأنها قدر بدل الانحراف الى الانطلاق في المشاريع و فتح المجال للافكار الخلاقة و كأننا نبني جدران و نستسلم لافق مسدود.
لقد آن الاوان ان نشجع ثقافة النمو القائمة على فتح الفرص للشباب و للمبدعين و العودة لبناء مشاريع كبرى كما كانت الاردن سابقا تقدم نموذجا متميزا في المنطقة.
مدينة عمرة الجديدة فرصة في وجود تحديات ان تم البدء بها و التخطيط لها لتكون مركزا ليس فقط سكانيا ولكن ابداعيا و رقميا و ترفيهيا فانها قد تكون دبي الاردن، أما ان دفن المشروع بعد كل النقاش حوله فهو اشارة ان ثقافة النقد و التشكيك و الانغلاق تغلغلت وأن الامل تحول سرابا.