منذ أيام زرتُ مركز تدريب مهني عين الباشا وكان في استقبالنا الكادر الإداري والتعليمي بالكامل بروحٍ تفيض بالترحيب وبإيمان عميق بدور الشباب الريادي والطموح الذي يحمل هذا الوطن على كتفيه كل يوم
هذه الروح جعلتني أدرك أن الوطن لا يُبنى بالكلام بل بأيدي الذين يعملون بصمت ويؤمنون أن الأردن يستحق الأفضل دائماً

استقبلنا مدير المركز الأستاذ محمد العنانزة ذلك الرجل الذي يجمع بين الخبرة والشغف ويقود فريقاً يعمل بصدق وإخلاص ويجعل من هذا الصرح مكاناً يليق بالشباب المتطلع لمستقبل أفضل.

وخلال جولتنا في المشاغل التدريبية ومشروع الزراعة المائية لمستُ حجم العمل الجاد والرؤية الواضحة لنقل المهارة من الكتب إلى أرض الواقع ليخرج منها شباب قادرون على دخول سوق العمل بثقة وكفاءة.

وفي كل زاوية من المركز رأيت حباً خالصاً للوطن.

رأيت مهندسين ومعلمين يقولون بكل صدق

“هذه المؤسسة جزء من حياتي… وسأبقى أخدمها ما حييت”

هذا النوع من الانتماء هو ما يصنع الأوطان…

ولكن الحقيقة التي يجب أن تُقال هذه المؤسسات تحتاج اليوم إلى دعم أكبر ورعاية أوسع لأن دورها في الحد من البطالة محوري وأساسي

لقد تحدثتُ كثيراً عن البطالة وعن ضرورة إعادة الاعتبار للمهارة واليوم أقولها بكل وضوح

إذا أردنا أردن قوياً فعلينا أن نكون بلداً ينتج بقدراته بمهارات شبابه وبعقول أبنائه.

وهنا لا يمكن تجاهل رؤية سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني الذي أولى التدريب المهني اهتماماً كبيراً و إدراكاً منه لأهميته في بناء اقتصاد منتج ومجتمع قادر .

وقد جاءت مبادرة مؤسسة ولي العهد لتؤسس كلية التدريب المهني المتقدم (CAVT) عام 2022 وهي خطوة نوعية نحو تطوير قطاع التعليم والتدريب المهني من خلال برامج تدريبية حديثة وشراكات واسعة مع مراكز التدريب المهني في مختلف مناطق المملكة إضافة إلى تجهيز مرافق متقدمة تواكب احتياجات سوق العمل.

إنني كشاب أردني أرى في هذه الرؤية حافزاً قوياً لننهض جميعاً بقطاع التدريب المهني.

فالمستقبل الذي نريده ليس وعوداً بل مهارة

وليس انتظاراً بل إنتاج

وليس بحثاً عن الوظيفة بل صناعة الفرصة.

وبينما غادرت مركز تدريب مهني عين الباشا أدركت أن هذه المؤسسات هي مصانع للأمل وأن شبابنا قادر على أن يصنع أردن أقوى حين نمنحه الأدوات الحقيقية للنجاح

سنبقى نؤمن ونعمل ونتعلم

حتى نصنع أردن ينتج بجهد شبابه وينهض بمهارته ويتقدم بثقتهم