تأخذك دروب الرحلات الى عوالم شتى احيانا لا تدري الى اين المسير ..

في كتابها " تزوجت بدويا " تقول صاحبة الكتاب القادمة من نيوزلندا مارغريت فان ملسين : في بداية العام ١٩٧٨ وكانت تزور هي وصديقتها إليزابيث جالستين مدينة البتراء؛ التقت ذلك البدوي الاسمر الجميل محمد عبدالله وسالها : اين ستنزلين ؟ لماذا لا تبقين معي الليلة في كهفي..ومن هناك في المدينة الوردية بدأت حكاية مارغريت..والتي من خلالها تجولت في رحاب البتراء وتعرفت على كل اركانها واصبحت مارغريت الممرضة النيوزلاندية إحدى سيدات البتراء بعد ان تزوجت من محمد عبدالله عثمان ذلك البدوي وبائع الهدايا التذكارية في المدينة الوردية إحدى عجائب الدنيا السبع..هناك عاشت مارغريت مع زوجها البدوي في كهف محفور في الصخر وعاشت كل الحياة البدوية باشكالها والوانها وصعوباتها المختلفة ..واجمل ما حققته تعلمها للعربية واعتناقها للاسلام وانجبت من زوجها ثلاثة من الابناء.

تقدم مارغريت في كتابها الذي نقلته للعربية سلمى مقدادي صورة جميلة عن البتراء وكل مغامراتها وطبيعة الناس وعن تفاصيل الحياة في المدينة الوردية والزائرين اليها وكل الأسئلة من السائحين..

عاشت مارغريت مع زوجها البدوي محمد سنوات العمر الصعب والتحدي الجميل ..لكن زوجها محمد اصيب بارتجاج سائل الشريان الرئوي أدى إلى رحيله عن هذه الدنيا تاركا مارغريت والابناء سلوى ورامي ومروان..

تقول مارغريت: توفي محمد في شهر شباط ٢٠٠٢ توفي هناك على فرشة في غرفة جلوسنا المريحة وعندما كان ياخذ قيلولة بعد الظهر ؛ رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى.

كتاب: " تزوجت بدويا " كتاب جميل وممتع وجدير بالقراءة والاطلاع عليه.

**
للتأمل : قال الشاعر :
فبترا العظيمة منذ كانت
عليها مبدع التاريخ أثنى

adnanodeh58@yahoo.com