مثل اليوم الطبي المجاني الذي اقيم مؤخراً في مركز زها الثقافي في مدينة المفرق والذي كنت من حضوره مناسبة تعزز الدور المناط بهذا المركز على مستوى المحافظة التي توصف بمساحتها الكبيرة على مستوى الوطن ومناطقها السكانية المتباعدة ، فلم يكن دور المركز هنا فقط الاستضافة المكانية المجردة بل كانت كوادره الشبابية منتشرة في الموقع ومرافقة للزائر من لحظة حضوره لحين تحديد الاختصاص الطبي الذي يناسبه وعرضه عليه وصولاً لتأمين العلاج المناسب ومغادرته المركز ، تشدك اجواء خلية النحل في الموقع فالكل يعرف واجبه المحدد ويتسابقون بتأديته بكل مهارة وبشاشة وجه في استقبال المراجعين الباحثين عن التشخيص الطبي والعلاج وبالتالي تساهم هذه البشاشة بشكل كبير في تأدية المقصد من اليوم الطبي "فثلثين العلاج نفسي" كما يقول المقولة الطبية الدارجة .

لقاء عفوي جمعني بمدير المركز الشاب طارق العموش على هامش اليوم الطبي ، شاب من شباب محافظة المفرق المملوء نشاطاً وامالاً ويحمل بفكره خطط ومشاريع مستقبلية تعزز الرسالة التي يقوم عليها المركز في تقديم خدماته للأطفال والعائلة ككل في هذه المحافظة التي تحوي جيوب الفقر الأشد على مستوى الوطن فضلاً عن قلة المراكز التي تعنى بتطوير مهارات الاطفال وافكارهم ونموهم الابداعي الذي يمكنها من تأمين احتياجاتها في هذا المجال ، المركز نجح مؤخراً في ان يكون قبلة لمختلف الجهات الرسمية والاهلية لإقامة الفعاليات الوطنية التوعوية واحياء المناسبات المختلفة بفضل جهود ادارته في التواصل مع الجميع فضلاً عن موقع المركز المميز وما يحتويه من مرافق وساحات وقاعات مجهزة بشكل يؤدي المطلوب .

أدارة مركز زها المفرق جابهت التحدي بعزم الطموح والآمال المتضمنة القواعد الحقيقة الذي يمكنها من ان تكون على ارض الواقع ، فإقامة يوم طبي مجاني في لواء الرويشد قرب الحدود العراقية والتي تبعد عن مركز المحافظة 220كم مثل خطوة نوعية في خدمة التجمعات السكانية ولقاطني بيوت الشعر في هذا اللواء ، وكانت رؤية المركز ايضاً الوصول للمدارس من خلال فريق زها تايم وفريق زها المفرق البرمجة فضلاً عن حصوله على جائزة الحسين للعمل التطوعي بمثابة التأكيد لرؤية قيادة الوطن بتمكين الشباب .

حقيقة يرى الزائر للمركز في مديره طارق العموش شاباً نشيطًا ومؤثرًا يترك انطباعًا إيجابيًا لدى محادثه بفضل ثقته الملازمة لحديثه ، نعم لا يخفي العموش ان هنالك تحديات قد تواجه العمل ولكن يبدد هذه التحديدات بعزم روح فريق العمل الواحد المنظم المنتمي لوطنه والمعايش حقيقة احتياجات وهموم مجتمعه المحلي في عموم المحافظة ، يتملكه الإصرار على ان يؤدي المركز رسالته بنشاط نوعي مميز وبشكل يشعر فيه كل ابناء المحافظة المترامية الأطراف ، ومن هنا كانت مجابهة التحدي بالعمل والطموح الدائم بتطويره الشامل .

ختاماً هي رسالة لنشامى ونشميات مركز زها المفرق من زائر والضيف شاعر بعرفنا الأردني "عفاكم جميعاً" .