المنتخب الاردني حالة وطنية مضيئة
أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
21-12-2025 10:55 AM
تجربة المنتخب الوطني في بطولة كأس العرب مثل حالة وطنية اردنية تستحق ان يبنى عليها حيث ذابت الهويات الفرعية للاعبين و المشجعين في الهوية الوطنية الاردنية و اكتملت الصورة ليس فقط بالتواجد الهاشمي الداعم للمنتخب و لكن بتواجد سمو ولي العهد في مدرجات المشجعين و هي بحد ذاتها حالة اردنية خاصة اعطت عنوان هاشمي لصورة اردنية مكتملة الاركان.
ذابت الاصول و ذابت الاديان و ذابت المناطق جميعا في عنوان كبير عظيم اسمه الاردن مثل الاداء و السلوك فيه ما تلخصه كلمة النشامى بما تحمل من معنى عميق ملخصه الشجاع الشرس النبيل. الاداء كان رجوليا شرسا مقاتلا، السلوك كان راقيا و اخلاقيا و التفاف المشجعين حول المنتخب و روح الفريق في المنتخب و التفاف الجميع حول الرمزية الاردنية و القيادة الهاشمية اعطى الصورة الحقيقة للاردن و الاردنيين و همش كل الداعين للفرقة و اصمت و لو الى حين كل الذين ديدنهم التذمر و التشكي و افساد المزاج العام.
بالتاكيد لم يصل المنتخب لهذا المستوى الا بخطوات و اعداد و اهداف طويلة المدى مرت بمحطات تعثر و عودة و هذه بحد ذاتها لا بد ان تدرس و ان تكون مثال يحتذى في مؤسسات و ميادين اخرى، ان توضع اهداف و ان يتم العمل الجاد نحوها مع صم الاذان عن الشائعات و المحبطين و المرتجفين و ان تبنى لبنه لبنه و محطة محطة و ان يكون اي تعثر محطة في الطريق نتعلم منه و نحافظ على قيمنا و اهدافنا و ليس المحطة الاخيرة التي توقف المسيرة.
الرعاية الهاشمية لهذه المسيرة تثبت من جديد ان الخطط و الاهداف الكبرى في الاردن تحتاج رعاية مباشرة فوجودها تسكت الاصوات النشاز التي اعتادت التثبيط و الحرد و تقديم المصالح الفردية على مصالح الاردن.
حالة خاصة من التحام شعبي ذابت فيه الاصول و المنابت و الاديان و المناطق في لوحة وطنية اسمها الاردن عنوانها هاشمي اثبتت ان ما يجمعنا في الاردن اكثر بكثير مما يفرق و ان الاصوات التي تبحث عن حدث هنا او عنوان هنالك لتثير النعرات و تفسد المزاج العام تتلاشى عندما يجد الجد.
صحيح ان الاردن دولة صغيرة محدودة الموارد و لكنها نموذج في التلاحم الوطني و في تلاحم القيادة مع الشعب و نموذج بالعمل الجاد عندما توجد الخطط و الاهداف و هي نموذج في الاخلاق النبيلة القائمة على الرجولة و النبل و التعالي عن الصغائر.