facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عندما يغرق الإنسان في الحياة لدرجة لا يرى إلا مصالحه


د. آمنة الريسي
24-12-2025 01:37 AM

عندما تجره الحياة بقوة تفقده القدرة على الحركة، وكأن جسده بالكامل أصبح سجين لقوة الحياة وقوة المصالح الشخصية.

ربما يكون ضميره في بادئ الأمر لا يزال يقظاً، ويحاول المقاومة. ولكن إذا كانت تلك الشعرة الرقيقة التي تسمى "الضمير الحي" غائب إذا كان ذاك الصوت الخافت جداً الآتي من ضمير الوجدان فقد صاحبه القدرة على سماعه، هنا تبدء أول سطور الضياع في كتابه.

وإذا لم يحاول أستعادة ذلك الصوت، إذا لم يحاول الاتصال مرة أخرى بذلك الضمير، إذا لم يقاوم بكل ما فيه من قوة، إذا تم قطع هذا الخيط الرفيع
هنا يرحل من منطقة صوت الضمير الى منظقة المصالح الشخصية.

وهنا تبدء قصة جديدة ربما في عمر مبكر، وربما في عمر الشباب، وربما استطاع أن يقاوم الى ما بعد الجامعة، وربما كانت قوته ضخمة واستمر يقاوم لما بعد الأربعين والخمسين.

خلاصة القول أنك في اللحظة التي تفقد فيها صوت الضمير كل شئ يتغير. أنت تصبح شخص آخر حتى أنت لا تعرفه، شخص لم يعد هو، بل أصبح دمية تحركها المصالح الشخصية.

وهكذا أشخاص يفقدوا الاتصال بحواسهم فلا يسمعون ولا يرون ولا يشعرون. بل يعيدون صياغة كل ما يقال وكل ما يشعرون به وكل ما يسمعونه ليتناسب مع مصالحهم ومع ما يغذي رغباتهم.

وهنا المقاومة تكاد تكون معدومة، وهنا الشخص فَقد كل شئ. وربما هو بحاجة لمعجزة حقيقية لتعيد له إنسانيته.

في الجهة الأخرى، هناك من يقاوم حتى وأن كانت قواه ضعيفه. رافض بكل جوارحه أن يغادر ضميره ويتنازل عن قيمه.

يومنا هذا، كل شيء أصبح له شكل جديد، لا يستطيع العقل التمييز بين ما هو زيف وبين ما هو حقيقي ، ولكن يظل ذلك الضمير منار لصاحبه، يظل هناك شعور داخلي يخبر ضميرك -إذا كنت تسمعه- أن هناك خطأ ما في الأمر وأن هناك أمر مريب واجب الحذر منه.

وأنا أعتقد من وجهة نظري الشخصية أن فطرة الشخص الذي إنولد بها، والبيئة التي تربي فيها، والأشخاص الذين كبر وتربى معهم، لهم دور محوري في يقظة ضميره. ولكنها ليست قاعدة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :