تأتي هذه الكلمات ردًّا على ما صدر عن فالح حسون الدراجي من إساءاتٍ صريحة بحقّ الأردن، أرضًا وشعبًا وقيادةً، وما انطوت عليه تلك الإساءة من توظيفٍ مرفوضٍ للدين، وخطابٍ مشحونٍ بالكراهية والطائفية، وخروجٍ سافرٍ عن حدود النقد إلى دَرَكِ الشتم والتجريح.
ولا تقف هذه الكلمات عند حدود الردّ السياسي أو الاختلاف الفكري، بل تتخذ من الهجاء أداةً أخلاقيةً لكشف الزيف، وفضح الادّعاء، ووضع السفيه في موضعه الطبيعي حين يتجاوز القيم، ويمسّ الأوطان، ويتطاول على الشعوب بلسانٍ مستعارٍ من الحقد لا من الحقيقة.
إنها كلمات تُكتب دفاعًا عن كرامة وطن، وتأكيدًا على أن الأردن لا يُهان، ولا يُقاس بثروةٍ تحت الأرض، بل بثباته، وإنسانه، وموقفه المشرف عبر التاريخ.

ألا قُلْ لِدَرّاجِ السَّفاهةِ قِفْ هُنَا
فإنَّكَ دُونَ الذِّكْرِ، والذُّلُّ أبعَدُ

هجوتَ بلادي زاعمًا حُكمَ ربِّنا
وكذبتَ، فاللهُ العظيمُ مُنَزَّهُ

تشدَّقْتَ بالدِّينِ الشريفِ مُزوِّرًا
وما الدِّينُ إلا سيفُ صدقٍ يُجَرَّدُ

إذا ذُكِرَ الأردنُّ قامتْ مآثرٌ
وإن ذُكِرْتَ أنتَ فالفراغُ المُجَرَّدُ

نحنُ لا نُقاسُ بنفطِ أرضٍ ولا غِنى
ولكنْ بعزمٍ إذا النوائبُ أوقَدوا

وأنتَ إذا ما قيسَ عقلكَ بحصاةٍ
رَجَحَتْكَ، وكانَ الجهلُ فيكَ مُؤبَّدُ

تعيشُ على السُّبابِ قوتَ يومِكَ
كأنَّكَ عبدُ الشتْمِ، لا تتزوَّدُ

فاصمتْ، فصوتُكَ لا يُخيفُ قبيلةً
ولا يهزُّ وطنًا بهِ المجدُ يُشهَدُ

سيبقى الأردنُّ عاليًا رغمَ حقدِكَ
وتبقى أنتَ هِجاءً… إذا ذُكِرتَ تُنْقَدُ